كشف استطلاع للرأي أن ما يقرب من ثلثي أنصار الحزب الديمقراطي الأمريكي يخشون ألا يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من إكمال ولايته الثانية في البيت الأبيض إذا أعيد انتخابه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأبدى كثيرون تخوفهم من تأثير كبر سنِّه في قدرته على الاضطلاع بمهام الرئاسة، بحسب صحيفة The Telegraph البريطانية.
ويرى الناخبون الديمقراطيون أن بايدن أبلى بلاء حسناً في التعامل مع قضايا السياسة خلال ولايته الأولى، إلا أن نسبة معتبرة من هؤلاء الناخبين قالوا إنهم يتخوفون من ضعف قدرته على التحمل وتراجع مرونته العقلية، خاصة أنه قد بلغ الثمانين من عمره.
"كبر سنّه سيعيق فوزه"
وفي معرض الرد على سؤال عن آرائهم بشأن ترشح بايدن مرة أخرى للرئاسة في انتخابات العام المقبل، قال 49% من الديمقراطيين في إجاباتهم عن استطلاع الرأي الذي أجرته شبكة CNN ونشرت نتائجه الخميس 7 سبتمبر/أيلول، إنهم يخشون تراجع فرصه في الفوز، وقال 60% منهم إن كبر سنِّه سيجعل من الصعب عليه الفوز بانتخابات 2024، وإكمال مدة رئاسية ثانية في البيت الأبيض.
وأصبحت صحة الرئيس إحدى القضايا التي تشغل اهتمام الناخبين الأمريكيين على اختلاف ميولهم السياسية، حيث قال ما يقرب من 75% في استطلاع رأي أجرته صحيفة The Wall Street Journal، ونُشرت نتائجه هذا الأسبوع إنهم يرون أن بايدن كبير السن لدرجةٍ تحول دون سعيه لولاية ثانية في المنصب.
لكن 4% فقط من المشاركين قالوا الشيء نفسه عن دونالد ترامب، الذي يبلغ من العمر 77 عاماً، ويُتوقع أن يكون المرشح الجمهوري لمنافسة بايدن الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
مخاوف بشأن نائبة بايدن
علاوة على ذلك، أثار هذا الموضوع مخاوف بشأن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، إذ كشفت استطلاعات الرأي عن ضعف التأييد لها بالقياس إلى بايدن، وقد هاجمها الجمهوريون مراراً في حملاتهم السياسية.
وقالت نيكي هالي، التي تتنافس في سباق الحزب الجمهوري لاختيار مرشحه للرئاسة، إن الناخبين الذين يختارون بايدن في عام 2024 يخاطرون بانتخاب كاميلا هاريس لأنه "من المحتمل" أن يموت خلال ولايته الثانية.
جديرٌ بالذكر أن قائمة الرؤساء الأمريكيين التي تشمل 45 رئيساً على مدار تاريخ الولايات المتحدة- تضم في طياتها 8 رؤساء توفوا وهم في مناصبهم. وكان فرانكلين روزفلت آخر رئيس أمريكي يموت لأسباب طبيعية وهو في المنصب، حين وافته المنية في أبريل/نيسان 1945 قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية.
أما بايدن، فقد حاول تفنيد المخاوف بشأن كبر سنه، زعم أنه اكتسب "المزيد من الحكمة" خلال سنواته العديدة من العمل بالسياسة.
"أي مرشح جمهوري سيكون أفضل من بايدن"
عندما يحل موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024، سيكون بايدن في الثانية والثمانين من عمره، ومن ثم إذا انتخب مرة أخرى، فسيكون أكبر شخص يُنتخب لمنصب الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من التوقعات بتقارب نسب التأييد واحتدام المنافسة بين بايدن وترامب إذا أفضت الأمور إلى تنافسهما في انتخابات 2024، فإن استطلاع الرأي الذي أجرته شبكة CNN كشف أن 46% من الناخبين يرون أن أي مرشح جمهوري سيكون خياراً أفضل من انتخاب بايدن، ما يدل على أن المخاوف المتعلقة بالعمر ترجِّح كفة أي منافس للرئيس الأمريكي الحالي في الفوز بالرئاسة.
من جهة أخرى، تشير استطلاعات الرأي قبل 14 شهراً من الانتخابات إلى أن نسب التأييد لبايدن أقل من تلك التي حصل عليها الرئيس الجمهوري رونالد ريغان والديمقراطيان باراك أوباما وبيل كلينتون خلال المرحلة ذاتها من حملات ترشحهم لولاية ثانية في الرئاسة.