أمريكا تفرض عقوبات على شقيق “حميدتي”.. والبرهان يصدر مرسوماً بحل “الدعم السريع” في السودان

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/06 الساعة 19:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/06 الساعة 20:13 بتوقيت غرينتش
محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع السودانية/رويترز، أرشيفية

فرضت أمريكا، الأربعاء 6 سبتمبر/أيلول 2023، عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع في السودان، وسط صراع مستمر مع الجيش أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، في بيان، إن "عبد الرحيم حمدان دقلو، المسؤول الكبير في قوات الدعم السريع، تمت معاقبته بسبب أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، وضمن ذلك مذبحة المدنيين والقتل العرقي واستخدام العنف الجنسي".

وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع "اتُّهمت بشكل موثوق بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، وضمن ذلك منطقة دارفور".

وقال بريان نيلسون وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات، إن "إجراء اليوم يُظهر التزام وزارة الخزانة بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان في السودان".

وأكد نيلسون أن "بلاده تحث طرفي الصراع على وقف الأعمال العدائية وأعمال العنف التي تؤدي إلى استمرار الأزمة الإنسانية الأليمة في السودان".

وعبد الرحيم هو شقيق قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، فيما لم يصدر تعليق من قوات الدعم السريع على بيان وزارة الخزانة الأمريكية.

في السياق، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، الأربعاء، خلال زيارة لتشاد، إن الولايات المتحدة ستقدم 163 مليون دولار إضافية مساعدات للشعب السوداني والدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين وضمن ذلك تشاد.

مع دخول الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الخامس، تزايدت مأساة النازحين الفارين من القتال باتجاه الولايات الآمنة أو إلى دول الجوار.

فيما، أصدر رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان، مساء الأربعاء، مرسوماً دستورياً بحل قوات "الدعم السريع".

وأفاد بيان صادر عن مجلس السيادة، بأن رئيسه "القائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، أصدر اليوم مرسوماً دستورياً قضى بحل قوات الدعم السريع".

وأضاف البيان، أن البرهان "وجه القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والأمانة العامة لمجلس السيادة والجهات المعنية الأخرى بوضع القرار موضع التنفيذ".

وذكر أن القرار يأتي استناداً إلى "تداعيات تمرد هذه القوات على الدولة والانتهاكات الجسيمة التي مارستها ضد المواطنين، والتخريب المتعمد للبنى التحتية بالبلاد".

وأردف: "فضلاً عن مخالفتها لأهداف ومهام ومبادئ إنشائها الواردة في قانون قوات الدعم السريع لسنة 2017م".

أزمة لجوء مستمرة 

وتحت وطأة الاقتتال المتصاعد اضطرت عفاف مصطفى (45 عاماً)، إلى مغادرة منزلها جنوب العاصمة الخرطوم؛ هرباً من المدافع والرصاص المتطاير في الهواء، فضلاً عن انقطاع خدمات المياه والكهرباء.

وبعد رحلة استمرت 3 أيام، وصلت عفاف مع أبنائها إلى ولاية الجزيرة (وسط)، تاركةً زوجها وراءها في الخرطوم لحراسة المنزل من النهب والسرقة.

قالت عفاف: "وصلت إلى ولاية الجزيرة مع أبنائي بسبب استمرار الحرب في محيط منازلنا جنوبي الخرطوم".

وواصفةً المشهد الذي فرت منه، شددت على أن "الحياة في الخرطوم أصبحت متعذرة بسبب الرصاص المتطاير فوق الرؤوس ودوي المدافع وأزيز الطائرات وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة".

أضافت عفاف أن "خدمات الكهرباء والمياه أصبحت معدومة، لذلك قررت مغادرة المنزل، ووصلت مع أبنائي إلى ولاية الجزيرة بعد رحلة طويلة وشاقة".

والثلاثاء، أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن الحرب أجبرت نحو 4.6 مليون شخص على الفرار من ديارهم منذ منتصف أبريل/نيسان.

وأفادت بأن عدد النازحين داخلياً بجميع أنحاء السودان يبلغ 3 ملايين و601 ألف و593 شخصاً، وغالبيتهم (75%) من ولاية الخرطوم، إذ بلغ عددهم 2 مليون و739 ألفاً و777 نازحاً.

وبعد أن استقرت عفاف في منزل أسرتها بولاية الجزيرة لمدة شهرين، وصل نبأ مقتل زوجها بطلق ناري طائش داخل منزلهم في الخرطوم.

وقالت: "مقتل زوجي ضاعف أحزاني ومعاناتي، وأتمنى إيقاف الحرب فوراً لنعيش حياة آمنة ومطمئنة"، كما أضافت: "رحل زوجي بطلق ناري طائش، ومصير أبنائي الصغار أصبح مجهولاً، وليس لدينا مصدر دخل لنعيش حياة مستقرة وكريمة".

ويتبادل مجلس السيادة الانتقالي، برئاسة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال هدنات متتالية خلال حرب أودت بحياة ما يزيد على 3 آلاف شخص، أغلبهم مدنيون.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيلٍ أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.​​​​​​​

تحميل المزيد