كشفت صحيفة The Independent البريطانية، نقلاً عن تقارير، الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية تستثمر ما لا يقل عن 22 مليون دولار في تصنيع ملابس "يمكنها التسجيل بالصوت والصورة وتحديد الموقع الجغرافي".
ووفقاً لبيان صحفي صدر في 22 أغسطس/آب الماضي، عن مكتب مدير هيئة أنشطة مشاريع الأبحاث الاستخباراتية المتقدمة التابع للاستخبارات الوطنية (IARPA)، أطلقت الهيئة "مؤخراً برنامجاً متطوراً يهدف إلى تحويل الملابس المحوسبة إلى حقيقة".
تكنولوجيا المراقبة ستُدمج في الملابس
ووصف مكتب مدير الهيئة برنامج SMART ePANTS، وهو اختصار لـ "أنظمة المنسوجات الذكية التي تعمل بالكهرباء والمتصلة بالشبكة" بأنه يهدف إلى "تطوير ملابس مزودة بأنظمة استشعار الصوت والفيديو وتحديد الموقع الجغرافي ولها نفس قابلية التمدد والانحناء والغسل والراحة الخاصة بالمنسوجات العادية".
وكتبت الهيئة أن هذه الملابس ستُستخدم في أجهزة الاستخبارات، ولأن تكنولوجيا المراقبة ستُدمج في الملابس، "سيتمكن ضباط المخابرات من تسجيل المعلومات من بيئتهم دون استخدام اليدين، ودون الاضطرار إلى ارتداء أجهزة غير مريحة وضخمة وقاسية".
فعلى سبيل المثال، وفقاًَ للبيان، بإمكان هذه الملابس "مساعدة أفراد الاستخبارات في المواقف الخطرة، مثل مسرح الجرائم وعمليات التفتيش على الأسلحة دون أن يعيق ذلك قدرتهم على العمل بسرعة وأمان".
وتتمثل مهمة برنامج SMART ePANTS في دمج "أنظمة استشعار" في الملابس، مثل القمصان والسراويل والجوارب والملابس الداخلية.
تمويل بقيمة 22 مليون دولار
في السياق، أفاد موقع The Intercept بأن الحكومة الفيدرالية خصصت ما لا يقل عن 22 مليون دولار لتمويل هذا البرنامج.
وليس واضحاً حجم المخاطرة التي تأخذها هيئة مشاريع الاستخبارات بهذه الاستثمارات. ويصفها موقعها الإلكتروني بأنها تستثمر "التمويل الفيدرالي في مشاريع عالية المخاطر وعالية الفائدة للتغلب على الصعوبات التي تواجه أجهزة الاستخبارات".
بدوره، قال الدكتور داوسون كاغل، الذي يقود برنامج SMART ePANTS، إنه "فخور بالجانب الاستخباراتي" للبرنامج، إلا أنه "متحمس للإمكانيات التي ستوفرها أبحاث البرنامج للعالم ككل".
أضاف أنه استلهم هذا البرنامج جزئياً من والده، الذي كان مصاباً بالسكري، وكان من الضروري متابعة صحته عدة مرات في اليوم.
من جانبها، حذرت آني جاكوبسن، مؤلفة كتاب The Pentagon's Brain، من أن التقدم في الأجهزة الذكية القابلة للارتداء قد يؤدي إلى مخاوف مستقبلية من مراقبة بيومترية تنفذها الحكومة.
وأضافت لموقع The Intercept: "هم الآن لهم سلطة خطيرة علينا. في هيئة أمن النقل يمكنهم مسح يديك بحثاً عن المتفجرات. والآن لنفترض أن برنامج SMART ePANTS اكتشف مادة كيميائية على جلدك، تخيل إلام قد يؤدي ذلك".
لكن هيئة مشاريع الاستخبارات فنَّدت هذه المزاعم، حيث قالت المتحدثة باسم الهيئة نيكول دي هاي للموقع: "برامج الهيئة تُصمم وتنفذ بما يتوافق مع الحريات المدنية الصارمة وبروتوكولات حماية الخصوصية والالتزام بها. وفضلاً عن ذلك، تجري الهيئة مراجعات للامتثال للحريات المدنية وحماية الخصوصية طوال الفترة التي نجري فيها أبحاثنا".