بعد انتشار واسع للفيديو.. هل قتلت البحرية الجزائرية مواطنَين مغربيين بهذه الطريقة؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/04 الساعة 12:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/04 الساعة 12:16 بتوقيت غرينتش
فيديو مطاردة مركب هجرة غير نظامية قبالة شواطئ الجزائر

تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي وناشطون مغربيون في اليومين الماضيين فيديو قالوا إنه يبيّن قيام عناصر من البحرية الجزائرية بقتل مواطنين مغربيين في وضح النهار وفي عرض البحر، ويأتي انتشار هذا الفيديو بعد حادث مقتل مغربيين اثنين داخل المياه الإقليمية للجزائر. فما حقيقة هذا الفيديو؟ وما خلفية الخبر؟ 

فيديو مطاردة ورصاص في وضح النهار

يظهر مقطع الفيديو مطاردة قوات خفر السواحل الجزائرية مركباً على متنه أشخاص، ويبدو من التصوير أن القارب الذي تتم ملاحقته قارب هجرة غير نظامية. 

ووفقاً لموقع مسبار انتهت المطاردة عندما أطلقت البحرية الجزائرية عياراً نارياً أصاب هيكل القارب وتسبب في جنوحه واصطدامه بمركب البحرية، وذلك وفق ما أظهره مقطع التُقط من زاوية أخرى. 

وأظهر المقطع فرار الشخصين من القارب باتجاه الشاطئ، حيث كان رجال الشرطة بانتظارهما، في حين تابع القارب تقدمه قبل أن يرتطم بجرف صخريّ. 

وعند بحث "عربي بوست" عن الفيديو تبين أن المقطع قديم، وليس له علاقة بالأخبار الواردة عن مقتل مواطنين مغربيين في شهر سبتمبر/أيلول الجاري. 

ويظهر مقطع الفيديو مطاردة البحرية الجزائرية لقارب هجرة غير نظامي قبالة شواطئ مدينة عين الترك غربي الجزائر، ولكن الحدث وقع في شهر أبريل/نيسان 2022، وليس حديثاً. 

ملابسات مصرع الشابين وروايات مختلفة

أعاد الناشطون تداول مقطع الفيديو القديم بعد حادث مقتل مغربيين اثنين داخل المياه الإقليمية للجزائر في 29 أغسطس/آب 2023. وأكدت وزارة الدفاع الجزائرية الأحد، أنه تم تحذير الأشخاص الذين اخترقوا الحدود، لكنهم رفضوا الاستجابة. 

وجاء في بيان للوزارة على فيسبوك أنه "خلال دورية تأمين ومراقبة بمياهنا الإقليمية، اعترضت وحدة من حرس السواحل تابعة للواجهة البحرية الغربية بالناحية العسكرية الثانية أمسية يوم الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2023، في حدود الساعة 4 صباحاً دراجات مائية قامت باختراق مياهنا الإقليمية". 

وأضاف بيان وزارة الدفاع أنه تم "إطلاق تحذير صوتي وأمرهم بالتوقف عدة مرات، الذي قوبل بالرفض، بل قيام أصحاب الدراجات المائية بمناورات خطيرة".

وتابع: "بالنظر إلى أن هذه المنطقة البحرية الحدودية تعرف نشاطاً مكثفاً لعصابات تهريب المخدرات والجريمة المنظمة وأمام تعنت أصحاب هذه الدراجات المائية قام أفراد حرس السواحل بإطلاق عيارات نارية تحذيرية. وبعد عدة محاولات تم اللجوء إلى إطلاق النار على دراجة مائية؛ مما أدى إلى توقف سائقها، فيما قام الآخران بالفرار"، وفق البيان.

وأوردت وسائل إعلام مغربية يوم الجمعة، أن النيابة العامة فتحت تحقيقاً في "ملابسات مصرع" شاب مغربي – فرنسي، بعد أنباء عن مقتله رفقة شاب آخر في إطلاق نار نسب لخفر السواحل الجزائري في المياه الجزائرية على حدود المغرب.

وذكرت المصادر ذاتها أن 4 رجال ضلوا طريقهم على متن دراجات مائية في المياه الجزائرية قادمين من المغرب، حيث كانوا يقضون عطلة في منتجع السعيدية، وهو شاطئ شهير في شمال شرق المغرب على الحدود الجزائرية.

وقالت صحيفة "العمق" الإلكترونية إن النيابة العامة "فتحت بحثاً قضائياً في ظروف وملابسات مصرع شاب مغربي بعد العثور على جثته" في شاطئ السعيدية، ولم يتسن لوكالة الصحافة الفرنسية الحصول على تفاصيل من مصدر مغربي رسمي حول الحادثة، لكن وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت اليوم الجمعة وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر في حادثة تشمل عدداً من مواطنينا"، من دون تحديد هويتيهما.

وبيّنت وسائل إعلام مغربية أن أربعة شبان كانوا على دراجات مائية، الثلاثاء، قبالة شاطئ مدينة السعيدية عندما دخلوا على ما يبدو، المياه الجزائرية عن طريق الخطأ، فأطلق عليهم خفر السواحل النار، وقُتل اثنان منهم، بينما احتُجز ثالث ونجا الرابع.

وكانت أنباء أولية أشارت إلى أن القتيلين يحملان الجنسية الفرنسية، قبل أن يتبين الجمعة، أن واحداً منهما مغربي فرنسي والثاني مغربي. كما تبين أن المحتجز يحمل أيضاً الجنسية الفرنسية.

وكان الموقع الإخباري المغربي "لو360" أورد الخميس، أن كلاً من بلال قيسي، وهو مغربي فرنسي، وعبد العالي مشوار وهو مغربي "قُتلا جراء إطلاق رصاص من طرف خفر السواحل الجزائري، في المياه الإقليمية الجزائرية". وقال إن السلطات الجزائرية أوقفت شاباً ثالثاً كان معهما يدعى إسماعيل صنابي، هو الآخر مغربي-فرنسي.

وبعد ساعات من ذلك، أكد شقيق بلال ويدعى محمد، في فيديو بثه موقع "العمق"، أنه كان ضمن الأربعة ونجا من إطلاق النار.

وقال: "تهنا في البحر.. حتى وجدنا أنفسنا في المياه الجزائرية. عرفنا ذلك عندما قصدنا زورقاً أسود" لخفر السواحل الجزائري، مضيفاً: "أطلقوا علينا النار، قتلوا أخي وصديقي. بينما اعتقلوا صديقاً آخر". ولم يصدر كذلك أي تعليق من مصدر رسمي جزائري.

تحميل المزيد