أعلنت الشرطة السويدية الأحد 3 سبتمبر/أيلول 2023 القبض على 15 شخصاً على الأقل بعد اندلاع "شغب عنيف" خلال تحرك لحرق المصحف أقامه من جديد اللاجئ العراقي سلوان موميكا، الذي يثير منذ أسابيع غضباً واسعاً في دول مسلمة بسبب تدنيس القرآن.
حيث جرى تحرك الأحد 3 سبتمبر/أيلول 2023 في إحدى الساحات العامة لمدينة مالمو (جنوب)، حيث تقيم مجموعات كبيرة من المهاجرين. وأوضحت قناة "إس في تي" التلفزيونية أن نحو 200 شخص كانوا موجودين في المكان.
اعتقالات في السويد تطال رافضي حرق المصحف
أكدت الشرطة في بيان أن عدداً منهم "أبدوا امتعاضهم بعدما قام منظّم التحرك بإحراق كتابات"، مشيرة إلى أن الأجواء شابها تشنج تَحَوَّل إلى "شغب عنيف". وتحدثت وسائل إعلام محلية عن إلقاء بعض الحاضرين الحجارة نحو موميكا.
وأظهرت أشرطة فيديو على منصات التواصل، أشخاصاً يحاولون اختراق طوق نصّبته الشرطة قبل أن يتم توقيفهم، في حين حاول شخص اعتراض سيارة للشرطة كانت تنقل موميكا بعيداً من المكان. وأكدت الشرطة توقيف 15 شخصاً للاشتباه بضلوعهم في الشغب، من دون تقديم تفاصيل إضافية بشأنهم.
وأثار موميكا موجة غضب عارمة في العديد من دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي منذ بدأ يقيم تحركات لحرق المصحف في يونيو/حزيران 2023 وتُرجم ذلك بسلسلة احتجاجات أعنفها في بغداد، حيث أضرم محتجون النيران في مبنى السفارة السويدية. كما استدعت دول عدة مبعوثين للسويد لديها لإبلاغهم احتجاجات رسمية.
السويد تدين حرق المصحف
من جهتها، دانت الحكومة السويدية حرق المصحف، لكنها أكدت أن قوانين البلاد تكفل حرية التعبير والتجمع، ولا يمكنها بالتالي عدم الترخيص لهذه التحركات. وأشارت إلى أنها ستدرس الخيارات القانونية لمنع التحركات التي تتضمن حرق النصوص في ظروف معينة.
في الوقت نفسه تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق فرار اللاجئ العراقي سلوان موميكا، إلى سيارة الشرطة بعد رشقه بالحجارة ومحاولة إيقافه خلال شغب عنيف حدث اليوم في السويد.
السويد تخسر بسبب حرق المصحف
في سياق متصل، فقد سبق أن قالت وسائل إعلام سويدية، السبت، إن الأعمال المتكررة لحرق المصاحف الشريفة في الأشهر التسعة الماضية كلفت البلاد قرابة 200 ألف دولار.
وأدت الأعمال الاستفزازية المتمثلة في حرق القرآن الكريم من قبل السياسي السويدي الدنماركي راسموس بالودان، واللاجئ العراقي سلوان موميكا الذي يقيم بالعاصمة ستوكهولم، إلى خسارة الدولة 2.2 مليون كرونة سويدية (نحو 199.300 دولار)، وفقاً تقرير لإذاعة "Sveriges Radio" المحلية.
وأوضح التقرير أن "هذه الاستفزازات والاعتداءات كبّدت حكومة السويد تلك التكاليف المادية على خلفية نشر المزيد من ضباط الشرطة وتعطيل قيام العديد منهم بواجباتهم الاعتيادية".
وتكررت مؤخراً في السويد والدنمارك حوادث الإساءة للمصحف من قبل يمينيين متطرفين أمام سفارات دول إسلامية، ما أثار ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة رسمياً وشعبياً، إضافة إلى استدعاءات رسمية لدبلوماسيي الدولتين في أكثر من بلد عربي.
وارتفعت نسبة السويديين الذين يؤيّدون فرض حظر على حرق القرآن الكريم وغيره من الكتب المقدسة لدى مختلف المعتقدات إلى 53%.
وأوضح أحدث استطلاع أجرته شركة "SIFO" السويدية، أن نسبة المواطنين المؤيدين لهذه الخطوة باتت أعلى بنقطتين من الاستطلاع السابق، لتصبح 53%.
في المقابل، أيّد 37% "حرق الكتب المقدسة ضمن نطاق حرية التعبير"، فيما لم يُبدِ الباقون رأياً محدداً، بحسب الاستطلاع ذاته. وشمل الاستطلاع 1291 مواطناً سويدياً تم اختيارهم عشوائياً في الفترة من 15 إلى 27 أغسطس/آب المنصرم.
يأتي ذلك فيما تستعد الحكومة والمعارضة الرئيسية في السويد، لتغيير قانون الاستفزازات ضد القرآن.