فيديو تكريم لمارتن لوثر لا يظهر به سوى البيض يتسبب بأزمة لفرنسا.. اضطرت لحذفه بعد تعرضها لانتقادات

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/31 الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/31 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش
Getty Images/مارتن لوثر كينغ

اضطرت وزارة التعليم الفرنسية إلى سحب مقطع فيديو تكريمي للاحتفال بذكرى الخطاب التاريخي للزعيم الأمريكي ذي الأصول الأفريقية مارتن لوثر كينغ بعد احتجاجات لأنه لا يظهر فيه إلا أشخاص بوجوهٍ بيضاء فقط، بحسب صحيفة The Timse البريطانية، الخميس 31 أغسطس/آب 2023

إذ نُشِرَ الفيديو على حساب الوزارة على منصة إكس (تويتر سابقاً) بالتزامن مع الذكرى الستين للمسيرة التي قادها كينغ في واشنطن العاصمة للمطالبة بالحقوق المدنية للأمريكيين من أصل أفريقي. 

وفي هذه الرسالة، أعرب خمسة تلاميذ مراهقين عن أملهم في "عالم أفضل"، بحسب الوزارة. يبدأ الجميع تعليقاتهم بترديد "لديّ حلم"، وهي العبارة التي استخدمها الزعيم الشهير لحركة الحقوق المدنية في واشنطن في 28 أغسطس/آب 1963، ويسترجعون أهم القيم التي حملها خلال نضاله من أجل حرية السود في الولايات المتحدة الأمريكية .

وكان هدف الفيلم الاحتفال بالذكرى 60 ليوم 28 أغسطس/آب وهو اليوم الذي شارك فيه أكثر من 250 ألف أمريكي في المسيرة التاريخية في واشنطن العاصمة للمطالبة بالوظائف والحرية.

غياب الأقليات العرقية

ومع ذلك، أثار غياب التلاميذ من الأقليات العرقية في الفيديو جدلاً واسع النطاق في بلد يضم 7 ملايين مهاجر بالإضافة إلى 7.5 مليون شخص منحدرين من أصولٍ مهاجرة من أحد الوالدين.

إلى ذلك، قال دومينيك سوبو، رئيس جمعية أس أو أس راسيزم المناهضة للعنصرية: "بفضل اختيار التلاميذ في هذا الفيديو، تُظهِر وزارة التعليم أن عبارة (لديّ حلم) لا تزال صحيحة بشكل صارخ اليوم". وأضاف: "كما قال مارتن لوثر كينغ: لديّ حلم أنه في يوم من الأيام سوف يكون الأولاد والبنات السود الصغار ممسكين بأيدي الأولاد والبنات الصغار البيض". 

من جانبها، قالت رافاييل ريمي ليليو، خبيرة البيئة الأوروبية، ومستشارة حزب الخضر في باريس: "أعتقد أن إحساسي بالعار أكبر من غضبي". ونددت بما وصفته "سخريةً وغباءً وسخافة" في الفيديو. 

وقالت الوزارة إن الفيديو صُوِّرَ في يونيو/حزيران الماضي، ويظهر فيه تلاميذ فازوا في مسابقة التحدث باللغة الإنجليزية تسمى "The More I Say". 

ردود فعل غاضبة

لكن وسط ردود فعل عنيفة متزايدة، سحبت الوزارة الفيديو بسبب "الخلاف" الذي أثاره، وبسبب "عنف التعليقات على التلاميذ الذين شاركوا في المشروع بحماس". 

وحاول المسؤولون إلقاء اللوم على وزير التعليم، غابرييل أتال، قائلين إن الفيديو صُوِّرَ في ظل سلفه باب ندياي، الذي كان أول شخص أسود يتولى هذا المنصب في فرنسا حتى إقالته هذا الصيف. 

وترفض السلطات الفرنسية التعددية الثقافية الأنجلوسكسونية باسم التزامها بالمساواة، قائلة إنه لا ينبغي تقسيم فرنسا حسب لون بشرة الناس. ويقول المنتقدون إن هذا النهج يمنع البلاد من معالجة العنصرية.

تحميل المزيد