في خضم الجدال المستمر حول ما إذا كان الرئيس جو بايدن، البالغ من العمر 80 عاماً، متقدماً في العمر للغاية على أن يشغل منصب الرئيس، أو على أن يستكمل ولاية رئاسية ثانية ناجحة، يشير كتابٌ منتظرٌ بشدة، يتناول المرحلة التي قضاها داخل جدران البيت الأبيض، إلى أن بايدن اعترف سراً بشعوره بـ"الإعياء".
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، نُشر الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2023، يكتب فرانكلين فوير في كتابه "السياسي الأخير" (The Last Politician): "تقدمه في العمر كان عائقاً، ويحرمه من الطاقة اللازمة لإبداء حضور عام قوي، أو من قدرته على استحضار اسم ما بسهولة"، حتى مع أن الكتاب يصف خبراته السياسية الكبيرة بأنها رصيد حيوي.
كما أوضح: "كان من اللافت للنظر أنه أجرى القليل جداً من الاجتماعات الصباحية، أو أنه ترأس القليل من الفعاليات العامة قبل العاشرة صباحاً. يعكس مظهره الشخصي العام تدهوراً بدنياً، وتدهور القدرات العقلية بفعل الزمن، وهو ما يصعب مقاومته، في ظل تناول أية عقاقير أو اتباع أي نظام تدريبات".
شعور جو بايدن بالعياء
أضاف: "سراً، كان يعترف بين الحين والآخر بأنه يشعر بالإعياء". ولم يذكر فوير مصدراً نُقل عنه تصريحات جو بايدن السرية المزعومة، لكن كتابه، بحسب دار بنغوين راندوم هاوس للنشر، يعتمد على "وصولٍ لا يُضَاهَى للدائرة الداخلية المقربة من المستشارين، الذين أحاطوا بايدن على مدى عقود".
يصدر كتاب "السياسي الأخير" في الولايات المتحدة خلال الأسبوع القادم. وأوضحت صحيفة The Guardian أنه في حين أن مجلة The Atlantic نشرت الثلاثاء، 29 أغسطس/آب، مقتطفاً من الكتاب حول الانسحاب من أفغانستان، ذكر موقع Politico وجود إجراءات أمنية مشددة على خلفية نشر الكتاب، وحالة توتر داخل جنبات البيت الأبيض.
حظي تقدم بايدن في العمر بتغطية مستمرة، منذ أن أعلن عضو مجلس الشيوخ السابق ونائب الرئيس الأسبق باراك أوباما، عن نيته لدخول السباق الرئاسي ضد دونالد ترامب في 2020.
عندما كان يبلغ من العمر 77 عاماً، استطاع جو بايدن هزيمة دونالد ترامب بسهولة، وصار أكبر رئيس يُنتخب على الإطلاق. وإذا نجح بايدن في الفوز بولاية ثانية في منصبه، واستكمل سنواته الأربع في المنصب، فسوف يترك البيت الأبيض في الـ86 من عمره.
بينما سلط المرشحون الجمهوريون، الذين يواجهون بايدن في السباق الرئاسي، الضوء بلا هوادة على سنه، مع تكالب نقاد الجناح اليميني على تسليط الضوء على هذه المسألة، رغم الحقيقة التي تقول إن المرشح الجمهوري الرئيسي بكل وضوح، وهو الرئيس السابق دونالد ترامب، يبلغ من العمر 77 عاماً.
قلق حول تقدم الرئيس في العمر
لكن استطلاعات الرأي العامة طالما أظهرت حالة قلق حول تقدم جو بايدن في العمر بين المصوتين الديمقراطيين. ففي هذا الأسبوع، أوضحت وكالة The Associated Press ومركز Norc Center for Public Affairs البحثي، أن 77% من المستجيبين (89% من الجمهوريين و 69% من الديمقراطيين) يقولون إن بايدن عجوز للغاية على أن يُعاد انتخابه بنجاح.
في استطلاع الرأي ذاته، قال 51% فقط (و29% فقط من الجمهوريين) إن عمر ترامب سيكون مشكلة، إذا عاد إلى المكتب البيضاوي.
لا يبدو أن فوير، المحرر السابق لدى مجلة The New Republic التقدمية، يخجل من الموضوع. لكنه يشدد على الخبرات السياسية الهائلة التي يتمتع بها بايدن، والتي تمنحه نقاط قوة فريدة داخل البيت الأبيض.
في الفقرة نفسها التي يتحدث فيها عن اعتراف جو بايدن بأنه يشعر بالإعياء، يقول فوير، برغم ذلك إن "قيادة الرئيس في وقت الحرب"، فيما يتعلق بدعمه أوكرانيا في قتالها ضد غزو الجيش الروسي "اعتمدت على غرائزه التكيفيّة وثقته القوية في نفسه".
يكتب فوير تعليقاً على الحرب في أوكرانيا، إن "مميزات أن يكون لديك رئيس أكبر سناً كانت واضحة. لم يكن مجرد قائد ائتلاف، بل كان بمثابة الشخصية الأبوية بالنسبة للغرب، الذي قد يتواصل قادته الأجانب معه طلباً للنصيحة، وبحثاً عن الطمأنينة".
أضاف: "لقد كان حضوراً مطمئناً، وساعد وضوحه الاستراتيجي في قيادة التحالف نحو مثل هذا الموقف الشرس، الذي أعاق الاستبداد عند خطوطه الأمامية". وتابع: "لقد كان رجل عصره".