تعرضت الجهود المبذولة لعقد الاجتماع الوزاري الثاني لـ"منتدى النقب" لضربة كبيرة، بعد إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عن الاجتماع السري الذي عقده مع نظيرته الليبية، حسب ما قال دبلوماسيان عربيان رفيعا المستوى لصحيفة "Times Of Israel"، الإثنين 28 أغسطس/آب 2023.
فبعد عدد من التأجيلات نتيجة الانزعاج من سياسة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة مع الفلسطينيين، بدأ منظمو منتدى النقب في إجراء محادثات لعقده مرة أخرى في منتصف أكتوبر/تشرين الأول، حسب ما قال دبلوماسي إسرائيلي وآخر عربي، يوم الأحد 27 أغسطس/آب، قبل ساعات من تسريب مكتب كوهين لخبر لقائه بوزيرة الخارجية الليبية.
كما قال الدبلوماسيان إن اجتماع النقب، الذي سيضم وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب ومصر، سيعقد في مدينة مراكش المغربية، وكان من المقرر أن يضم ممثلين عن عدد من الدول الأخرى التي لم تشارك في الاجتماعات السابقة.
تأسس منتدى النقب في مارس/آذار عام 2022؛ بهدف تعزيز المشاريع متعددة الأطراف في التعليم والطاقة والأمن الغذائي والمائي والرعاية الصحية والأمن الإقليمي والسياحة، ولكن لم تعلن أية مبادرات حتى الآن.
بينما قال الدبلوماسيان العربي والإسرائيلي إن الولايات المتحدة عادت للضغط على الأردن لينضم إلى هذا الاجتماع الوزاري، الذي امتنع عن حضوره العام الماضي بعد أن دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الملك عبد الله لزيارة رام الله في اليوم نفسه. ومن حينها، تعلن عمّان أنها لن تنضم إلى المنتدى ما لم يشارك الفلسطينيون فيه.
على أنه حتى الحكومة الإسرائيلية السابقة الأكثر اعتدالاً رفضت مقترحات انضمام الفلسطينيين بعضوية كاملة، فيكون قبول نتنياهو بهذا المقترح أشد استبعاداً. ومع ذلك، أعرب الدبلوماسي الإسرائيلي، يوم الأحد، عن تفاؤله بمشاركة الأردن هذه المرة.
تأثير التسريب على منتدى النقب
لكن تصريح الدبلوماسي الإسرائيلي جاء قبل الإعلان عن لقاء كوهين مع المنقوش، وتوقع الدبلوماسي العربي أن يتسبب هذا الكشف في تأجيل آخر لانعقاد هذا المنتدى الإقليمي.
حيث قال الدبلوماسي العربي: "هذا التسريب يهدد مرة أخرى بإعادتنا إلى الوراء، خاصة عند إقناع أعضاء جدد بالانضمام، لأنه يبدو أن الحكومة الإسرائيلية ووزراءها لا يستوعبون مدى حساسية الوضع".
بينما قال دبلوماسي عربي آخر: "نحتاج إلى بيئة هادئة حتى نتمكن من الاجتماع، والشعور السائد هو أن هذه الحكومة الإسرائيلية لا تستطيع توفير هذه البيئة، حتى ولو لأقصر مدة ممكنة". وأضاف: "لا أتوقع أن يساعد ذلك في تعزيز الجهود المبذولة للتفاوض على اتفاق تطبيع مع السعودية أيضاً".
كما قال الدبلوماسيان العربيان إن بلديهما يضغطان أولاً على إسرائيل والسلطة الفلسطينية لعقد قمة أخرى في العقبة مع الأردن ومصر والولايات المتحدة، حتى تتمكن إسرائيل من التفاهم مع رام الله قبل انعقاد منتدى النقب مرة أخرى في المغرب.
عُقد اثنان من هذه الاجتماعات مطلع العام في الأردن ومصر، لكن الرغبة في إسرائيل ورام الله للاجتماع مرة ثالثة محدودة وسط العنف المستمر في الضفة الغربية والموافقات المتوالية على بناء المستوطنات. وأقر أحد الدبلوماسييْن العربييْن بأنه مهما قدمت حكومة نتنياهو للفلسطينيين فسيكون محدوداً، وتكهن بأن التقدم في تطوير منتدى النقب سيكون محدوداً بالمثل.