قوات النظام السوري تطلق النار في احتجاجات غاضبة بالسويداء.. “وجهاء” المدينة يطالبون بضبط النفس

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/29 الساعة 06:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/29 الساعة 07:01 بتوقيت غرينتش
جانب من الاحتجاجات في مدينة السويداء بسوريا/ رويترز

أطلقت قوات النظام السوري، الإثنين 28 أغسطس/آب 2023، الرصاص في احتجاجات غاضبة في مدينة شهبا، بريف محافظة السويداء، تزامناً مع الاحتجاجات المتواصلة التي تطالب بإسقاط النظام، فيما توالت دعوات من "وجهاء شهبا" لضبط النفس، من الأهالي، وعدم اللجوء إلى التصعيد بعد إطلاق النار، بحسب ما نشرته وسائل إعلام محلية.

إذ قالت شبكة "السويداء 24" إن قوات النظام عمدت إلى تفريق المحتجين في مدينة شهبا بريف السويداء بالرصاص، في أثناء محاولتهم إزالة صورة بشار الأسد، ومطالبتهم برحيل نظام الأسد.

وبالتزامن خرج مواطنون في مدن وبلدات عدة من محافظة السويداء، بمظاهرات تطالب برحيل نظام بشار الأسد وتطبيق القرار الدولي 2254، وهتفوا بشعارات: "يلا أرحل يا بشار"، "سوريا لينا وماهي لبيت الأسد.. عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد".

وشهدت ساحة السير/الكرامة، وسط مدينة السويداء، مظاهرات حاشدة، ردّد خلالها المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط الأسد، وسط توافد المحتجين من القرى والبلدات المحيطة، للمشاركة في المظاهرة المركزية في ساحة السير.

يأتي هذا في وقت تتوسع فيه رقعة الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية يوماً بعد يوم، من محافظات سورية إلى أخرى، في المناطق التي تعد موالية للنظام السوري، بعد أن بدأت في محافظة السويداء جنوب البلاد، وامتدت إلى مدن الساحل السوري، التي توصف بأنها "مسقط رأس النظام بشار الأسد".

وصلت المظاهرات إلى مدينة حلب شمالي البلاد، التي تعد ثاني أكبر المحافظات السورية بعد دمشق، مع دعوات لناشطين إلى إضراب عام، وتعطيل الدوائر الحكومية، وإقفال الطرق والمحال التجارية؛ احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وفي تطور لافت، طالب المحتجون في مناطق الساحل السوري، ذات الغالبية العلوية، وفي مقدمتها مدينتا اللاذقية وجبلة، برحيل النظام السوري.

وتُوصف عادةً هاتان المنطقتان بأنهما أكثر المناطق السورية ولاءً لنظام بشار الأسد، طوال 12 عاماً، لا سيما أن مسقط رأس الأسد هو القرداحة، التي تقع ضمن منطقة اللاذقية.

مدن الساحل السوري

ظهر ناشطون في أوساط الطائفة العلوية بفيديوهات ومقاطع مصورة تطالب النظام السوري وحكومته بالرحيل، عقب حملة اعتقالات طالت عدداً من الناشطين العلويين، وأشخاصاً يُشتبه بانضمامهم إلى "حركة 10 آب".

هذه الحركة أُعلن عنها مؤخراً، وتداول أعضاؤها ونشطاؤها قصاصات ورقية حملت عبارات احتجاجية معارضة للنظام في المدن التي يسيطر عليها، خاصةً مدن الساحل السوري (اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس) غرب البلاد.

 احتجاجات السوداء وساطة إلى الطائفة الدرزية
وساطة إلى الطائفة الدرزية وسط احتجاجات متصاعدة في السويداء والساحل السوري – رويترز

وحذر الناشط ماجد حافظ دواية (علوي) من محافظة اللاذقية، في تسجيل مصور بثه على معرفاته وقناته، وتداولته منصات إعلامية محلية، النظامَ السوري من التمادي وقمع الاحتجاجات الحالية بالقوة الأمنية وسطوة الشبيحة، التي وظّفها في قمع احتجاجات ومظاهرات 2011.

ويتركز ثقل تلك المظاهرات والاحتجاجات في مدينة السويداء، التي نأت بنفسها عن الانخراط بمعارك النظام ضد السوريين، منذ بدء الحرب السورية قبل 12 عاماً، وتشهد المدينة وريفها في الوقت الحالي حالةً من الإضراب العام في الأسواق والدوائر المحلية، وقطعاً للطرق العامة.

في مقابل ذلك، يعمد النظام السوري إلى الرد على تلك المظاهرات والاحتجاجات التي قد تتوسع رقعتها إلى عموم المحافظات السورية الخاضعة لسيطرته، بعمليات القصف المحدودة وعمليات الاعتقال بحق ناشطين، بشكل مشابه لما تتعرض له مناطق درعا من قصف؛ رداً على المظاهرات خلال الآونة الأخيرة.

تحميل المزيد