قال مسؤول إسرائيلي لوكالة رويترز الإثنين 28 أغسطس/آب 2023، إن اجتماعاً استضافته إيطاليا بين وزير الخارجية إيلي كوهين ونظيرته الليبية الأسبوع الماضي تم الاتفاق عليه مسبقاً "على أعلى المستويات" في ليبيا وأضاف أن لقاء المنقوش وكوهين استمر أكثر من ساعة.
دفع نشر أخبار عن اللقاء الأحد 27 أغسطس/آب، رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، التي لا تعترف بإسرائيل، إلى إيقاف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل وتحويلها إلى التحقيق، وسط تضارب للأنباء بشأن مغادرة الوزيرة ليبيا إلى تركيا.
حيث نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها، أن وزيرها، إيلي كوهين، عقد اجتماعاً مع نظيرته في حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة، وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش في إيطاليا الأسبوع الماضي.
تفاصيل لقاء المنكوش وكوهين
من جهته، نقل موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين (لم يسمهم)، قولهم: "لقاء المنقوش وكوهين تم تنسيقه على أعلى المستويات في البلدين، فيما تم الاتفاق مسبقاً على نشره".
أضاف الموقع الإسرائيلي: "بحسب المسؤولين، فإن كوهين طار إلى روما للقاء الوزيرة في دار ضيافة رسمية تابعة لوزارة الخارجية الإيطالية، وهو ليس لقاءً بالصدفة، ولم يفعل الوزير شيئاً من وراء ظهر رئيس الوزراء".
بينما قالت مصادر لهيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، الإثنين: "إن هذه الاتصالات، مثل لقاء المنقوش وكوهين، لا يتم الإعلان عنها عادة، وإن هناك تخوفاً على حياة وزيرة الخارجية الليبية نتيجة لذلك".
كما كشفت هيئة البث أن "الاتصالات الإسرائيلية الليبية لم تقتصر على هذا اللقاء، وإنما جرت محادثات في الأشهر الأخيرة بين المسؤولين الإسرائيليين والليبيين".
أضافت الهيئة الرسمية الإسرائيلية: "في الأشهر الأخيرة، حاولت إسرائيل إقناع ليبيا بالانضمام إلى منتدى النقب، وهو المنتدى الذي يجمع وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة والمغرب والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين".
كما تابعت: "كما أثيرت القضية خلال المحادثات في الأشهر الأخيرة بين المسؤولين الإسرائيليين والليبيين، وأيضاً خلال الاجتماع بين وزيرة الخارجية الليبية ووزير الخارجية إيلي كوهين قبل بضعة أيام"، وهو ما لم يصدر بشأنه تعليق ليبي فوري.
غضب في ليبيا
بعد انتشار الخبر، شهدت العديد من المدن الليبية وبعض أحياء العاصمة طرابلس، احتجاجات واسعة منددة باللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
حيث اقتحم بعض المحتجين مساء الأحد مبنى وزارة الخارجية القديم بطرابلس، وأحرقوا الإطارات الفارغة أمامه، فيما خرجت مظاهرات أخرى رافعة الأعلام الفلسطينية، وتردد شعارات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". وشهدت بعض الاحتجاجات إحراق المتظاهرين للأعلام الإسرائيلية، وفقاً للمصدر ذاته.
كما أظهرت مقاطع مصورة، تسبب الاحتجاجات ضد لقاء المنقوش وكوهين في إغلاق بعض الطرق الرئيسية والفرعية في طرابلس، كما وثقت المقاطع خروج مظاهرات في مدن مصراتة (شرق طرابلس) والزاوية وصبراتة وصرمان (غرب طرابلس) والزنتان (جنوبي غرب طرابلس).
من جهتها، حثت دار الإفتاء الليبية الشعب الليبي على المطالبة بإقالة وزيرة الخارجية، ومحاسبتها على ارتكاب هذه "الجريمة التي لا تمثل الليبيين"ن في إشارة إلى لقاء المنقوش وكوهين.
كما أكدت في بيان أن موقف الليبيين "لم يتغير تجاه هذا العدو المحتل منذ أن تأسست ليبيا"، محملة الحكومة "مسؤولية هذا اللقاء". وأضافت: "ما قامت به المنقوش يعد اعتداء صارخاً على ثوابت الوطن والدين"، داعية رئيس الحكومة إلى إقالتها من منصبها.