وصل عدد قياسي من المهاجرين إلى المدن الساحلية المطلة على البحر المتوسط في إيطاليا وفرنسا؛ ما دفع مسؤولي المدن إلى مناشدة حكوماتهم بأن يتخذوا قراراً لوقف تدفق المهاجرين، وحذروا من "الوضع المتفجر" على الحدود، بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية، الأحد 28 أغسطس/آب 2023.
إذ ناشد فيليبو رومانو، كبير مسؤولي جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، الحكومة أن توقف القوارب الخيرية التي تنقل المهاجرين الذين تنقذهم إلى موانئها. وأضاف: "الإصرار على توصيلهم إلى لامبيدوزا في هذا الوقت ليس إنسانياً. مراكزنا مجهزة لاستقبال 800 شخص، و1500 كحد أقصى، لكن أكثر من 2000 فهذه مشكلة".
ووصل في المجمل 55 قارباً محملاً بالمهاجرين إلى الجزيرة التي تقع في أقصى جنوب إيطاليا، وهذا أقل من القوارب الـ65 التي وصلت يوم الجمعة 25 أغسطس/آب، لكن كل قارب هذه المرة كان يحمل عدداً أكبر من الأشخاص. وإجمالاً، وصل 2,172 شخصاً خلال 24 ساعة.
ومعظم هؤلاء المهاجرين من تونس وليبيا، ويستغل المهربون الطقس الجيد للعبور، بحسب السلطات الإيطالية.
وصبيحة يوم الأحد 27 أغسطس/آب، واجه مركز استقبال الطوارئ بالجزيرة في إمبرياكولا صعوبات في استيعاب حوالي 4200 مهاجر، أي أكثر من 5 أضعاف سعته الرسمية. وأُرسل مئات آخرون من إمبرياكولا إلى مراكز الاستقبال في مدن بورتو إمبيدوكلي وأوغستا وكوميسو في صقلية.
"الوضع المتفجر"
وفي فرنسا، تعترض الشرطة 300 مهاجر يومياً بالقرب من الحدود الإيطالية، ما يتسبب في حدوث احتكاكات بين الإدارات المركزية والإقليمية.
إذ كتب تشارلز أنجي جينيسي، رئيس مجلس إقليم الألب البحرية في جنوب شرق فرنسا الذي ينتمي لتيار يمين الوسط، إلى ماكرون يحذره من "الوضع المتفجر" على الحدود.
ويقول المسؤولون إنه رغم هذا العدد الكبير من المهاجرين الذين ألقت الشرطة القبض عليهم، تمكن كثيرون من الدخول.
وأضاف جينيسي إن أعداد الأطفال غير المصحوبين بذويهم ارتفعت، وهذا أعجز الخدمات الاجتماعية عن التعامل مع الوضع، مشيراً إلى أنهم تولوا مسؤولية أكثر من 4300 قاصر غير مصحوبين بذويهم حتى الآن هذا العام، بزيادة قدرها 40% عن الفترة نفسها من العام الماضي، معظمهم من غينيا وساحل العاج والسودان وتونس ودول إفريقية أخرى.
"توقفوا"
وكتب جينيسي في رسالة وزعت على وسائل الإعلام الفرنسية: "أناشد الدولة مرة أخرى عدم ترك الألب البحرية لمصيرها، بعد أشهر من التحذيرات، أقول لهم: توقفوا".
وأُعيد أكثر من 25 ألف مهاجر على الحدود أو اُعتقلوا في إقليم الألب البحرية منذ يناير/كانون الثاني، بزيادة قدرها 22% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ووفقاً لوكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتكس)، تضاعف عدد الأشخاص الذين يعبرون البحر المتوسط إلى إيطاليا هذا العام ليصل إلى قرابة 90 ألف شخص.
ويحاول كثير منهم التسلل عبر الحدود إلى فرنسا ثم يحاولون عبور بحر المانش. وعبر حوالي 16 ألف شخص إلى المملكة المتحدة حتى الآن هذا العام.