أجّجت حرائق الغابات المدمرة التي تجتاح اليونان هجمات على اللاجئين والمهاجرين، الذين يُتهمون بالتسبب في هذه الحرائق، ويتعرض كثير منهم للاعتداء أو الطرد أو كليهما من الحدود اليونانية على يد الشرطة، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
يأتي عنف هؤلاء المتطرفين وارتفاع حدة الخطاب العنصري المناهض للاجئين رغم أن 19 من أصل 20 شخصاً لقوا حتفهم بسبب الحرائق هذا الأسبوع يُعتقد أنهم من طالبي اللجوء.
وزعم باراشوس كريستو باباداكيس، النائب القومي المتطرف، عبر صفحته على فيسبوك، أن المهاجرين واللاجئين هم من أشعلوا هذه الحرائق، وفقاً لمنظمة العفو الدولية.
وقالت وزارة الهجرة واللجوء اليونانية، تعليقاً على وفاة طالبي لجوء مشتبه بهم في الحرائق، إن هذه "المأساة تؤكد مرة أخرى مخاطر الهجرة غير الشرعية".
وانتشرت هذه المزاعم كالنار في الهشيم بين الجماعات اليمينية المتطرفة، وهذا رغم تأكيد هيئة الإطفاء اليونانية مطلع الأسبوع الماضي أن الحرائق اندلعت بسبب البرق وليست من صنع الإنسان.
تهديدات للاجئين!
وفي الوقت نفسه، قالت مجموعات من المتطرفين إنهم سينفذون القانون بأنفسهم، ونظموا مهمات لاعتقال اللاجئين، خاصة في مدينة ألكسندروبوليس في منطقة إيفروس شمال شرقي اليونان، التي شهدت أشد الحرائق.
وتفاخر أحد الرجال في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت بأنه حبس 13 طالب لجوء في شاحنته. واتهمهم بالتسبب في الحرائق، ودعا إلى "إبادة" اللاجئين في المنطقة، لكنه اعتُقل بعد ذلك بتهمة "الاحتجاز غير القانوني" مع شخصين يشتبه في أنهما ساعداه.
وأُلقي القبض أيضاً على الأشخاص الذين اختطفهم -يُعتقد أنهم باكستانيون وسوريون– ومن المقرر أن يمثلوا أمام المدعي العام بتهمة الحرق العمد.
وأظهر مقطع فيديو آخر مجموعة من الأشخاص وهم يتلقون تعليمات عن كيفية استهداف المهاجرين من رجل يرتدي زياً عسكرياً.
مقتل 18 لاجئاً بالنيران
وعثر رجال الإطفاء يوم الثلاثاء 22 أغسطس/آب على بقايا متفحمة لـ 18 لاجئاً في غابة داديا في منطقة إيفروس. وعُثر على جثة أخرى في مكان قريب يوم الخميس 24 أغسطس/آب. وكان اثنان على الأقل من بين الـ19 طفلين. وعثر على سبع إلى ثمانٍ من هذه الجثث مُكوّمة مع بعضها في الغابة، وفقاً لرويترز.
وقالت منظمة دعم اللاجئين غير الحكومية Refugee Support Aegean: "في وقت مات فيه ما لا يقل عن 19 لاجئاً، بدلاً من أن تتحمل الدولة مسؤولياتها، نرى للأسف ممثليها يشوّهون الواقع، وفي بعض الحالات يقبلون، إن لم يكن يثيرون، الخطابات والممارسات العنصرية".
يُشار إلى أن منطقة الغابات الكثيفة التي تشتعل فيها بعض الحرائق، والتي تقع على الحدود مع تركيا، من الطرق التي كثيراً ما يسلكها اللاجئون الراغبون في الوصول إلى أوروبا.
وكثيراً ما يختبئ اللاجئون في الغابة هرباً من السلطات اليونانية، التي تُتهم بإساءة معاملة طالبي اللجوء وإعادتهم إلى تركيا أو البحر أحياناً، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي.
فيما قالت منظمة العفو الدولية يوم الأربعاء 23 أغسطس/آب: "منظمة العفو الدولية تطالب السلطات اليونانية بالإجلاء العاجل لجميع من تقطّعت بهم السبل في منطقة إيفروس ومن لا يستطيعون التحرك بأمان بسبب الحرائق، وضمان أن اللاجئين والمهاجرين الذين دخلوا إلى اليونان بشكل غير قانوني يمكنهم التقدم بطلب اللجوء، وألا يُعادوا قسراً بشكل غير قانوني على الحدود"، وأضافت: "وعلى السلطات اليونانية أن تدين علناً أي عمل من أعمال العنف العنصري أو أي خطاب يحرّض عليها، وأن تحقق فيه علناً، بما يشمل أي تصرف من جانب السياسيين".