أصدر قائد الانقلاب في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تياني، الخميس 24 أغسطس/آب 2023، تفويضاً لقوات مالي وبوركينا فاسو يسمح لها بالتدخل في حال تعرض بلاده لهجوم، فيما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من أن "غزواً" محتملاً للنيجر سيكون مدمراً.
وقالت وزارات خارجية النيجر ومالي وبوركينا فاسو، في بيان مشترك صدر في وقت متأخر من ليل الخميس، إن "قائد المجلس العسكري بالنيجر سمح للقوات المسلحة في مالي وبوركينا فاسو بالتدخل في الأراضي النيجرية في حالة وقوع هجوم".
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الجزائر أنها أوفدت الأمين العام لوزارة الخارجية، لوناس مقرمان، إلى نيامي ضمن مساعيها للوساطة وإيجاد حل سياسي للأزمة.
حيث بحث الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، لوناس مقرمان، مع كبار المسؤولين في النيجر فرص الحل السياسي للأزمة هناك، مجدداً رفض بلاده خيار التدخل العسكري.
وعرض التلفزيون الجزائري الرسمي صور لقاء مقرمان مع رئيس الوزراء النيجري علي الأمين زين، رفقة أعضاء من حكومته المعينين حديثاً من قبل قادة الانقلاب العسكري.
وقال المصدر نفسه إن "الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، التقى مسؤولين وكبار الشخصيات بجمهورية النيجر"، دون أن يكشف عما إذا كان التقى الجنرال عبد الرحمن تياني قائد ما يسمى "المجلس الوطني لإنقاذ الوطن".
وفي تصريح للصحافة النيجرية، قال مقرمان: "جئت إلى نيامي للتحادث مع السلطات العليا للبلد حول الوضع الحالي".
وتابع: "بين الجزائر والنيجر علاقات تاريخية وقوية وعلاقات صداقة، جئنا للاستماع وفهم الأوضاع وإبراز موقفنا حول الوضع القائم".
وأوضح أن موقف بلاده قائم "على التفاوض والحوار السياسي والتهدئة لتحقيق التوافق للخروج من الأزمة دون استعمال العنف".
وجدد تأسف الجزائر "لبعض الأصوات المنادية بتدخل عسكري أجنبي، الذي نرفض أي شكل من أشكاله والذي ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة".
وتتزامن تحركات الدبلوماسية الجزائرية مع تصاعد وتيرة الخطاب الداعم للتدخل العسكري في النيجر، عقب إعلان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، الجمعة، أنها حددت موعداً للتدخل العسكري دون أن تكشف عنه.
وترتبط الجزائر والنيجر بحدود مشتركة تفوق 950 كلم، ويعتبر مقرمان أول مسؤول جزائري رفيع المستوى يزور نيامي منذ الانقلاب على الرئيس محمد بازوم.
وتتزامن زيارة مقرمان مع وجود وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، في منطقة غرب إفريقيا، ضمن جولة بدأها الأربعاء تشمل نيجيريا وبنين وغانا؛ لبحث الأزمة في النيجر.
وتطالب دول "إيكواس" وفرنسا قادة انقلاب النيجر بإطلاق سراح بازوم وإعادته إلى منصبه، وهو ما قوبل بالرفض حتى اليوم.