قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، الخميس 24 أغسطس/آب 2023، إن الولايات المتحدة "تكرر إيمانها بأنه يمكن للدول اختيار الشركاء والتجمعات التي سترتبط بها"، في أول تعليق من واشنطن على انضمام دول عربية حليفة لأمريكا إلى مجموعة بريكس.
وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي التي نقلتها قناة "الحرة" الأمريكيةُ، تعليقاً على ضم مجموعة بريكس عدداً من الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأبرزها السعودية والإمارات ومصر.
وقال المتحدث، الذي لم تكشف القناة اسمه: "سنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا في المنتديات الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف لتعزيز ازدهارنا المشترك ودعم السلام والأمن العالميين".
وأعلن قادة مجموعة "بريكس" انضمام ست دول جديدة بينها ثلاثة بلدان عربية وهي "السعودية والإمارات ومصر"، إلى المجموعة المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وذلك اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2024.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن مسألة الطاقة ستحصل على "زخم جديد" بعد انضمام السعودية والإمارات وإيران إلى مجموعة بريكس، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش اختتام قمة المجموعة.
عالم متعدد الأقطاب
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حاجة الدول لعالم متعدد الأقطاب، وذلك في كلمة له خلال القمة.
قال غوتيريش إن الحقائق الاقتصادية الحالية في الدول تعكس الحاجة لعالم متعدد الأقطاب، ولا يمكن تحمّل عالم متفكك من حيث النظم الاقتصادية، مشيراً إلى الجهود التي تبذل للبحث عن آلية لتخفيف الديون، وتساعد الدول النامية.
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمام قمة بريكس، إن موسكو تنوي توطيد علاقاتها بالدول الإفريقية، وإنها ستظل شريكاً يُعتمد عليه في إمدادات الغذاء والوقود.
وأضاف في كلمة عبر رابط فيديو، أن روسيا لديها أكثر من 30 مشروعاً للطاقة في دول إفريقية، مشيراً إلى أن إمدادات الوقود الروسية ستساعد الحكومات الإفريقية في احتواء ارتفاع الأسعار.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك ساليفان، إن واشنطن لا ترى أن مجموعة "بريكس بصدد التحوّل إلى منافس جيوسياسي للولايات المتحدة"، وشدد على أن بلاده ستدفع قدماً باتجاه "علاقات قوية وإيجابية مع البرازيل والهند وجنوب إفريقيا"، مضيفاً: "سنواصل إدارة علاقاتنا مع الصين، كما سنواصل التصدي لعدوان روسيا".
كانت دول المجموعة قد اعتمدت موقفاً مغايراً للموقف الغربي بشأن الهجوم الروسي على أوكرانيا، إذ امتنعت الصين والهند وجنوب إفريقيا عن إدانته بشكل صريح، بينما رفضت البرازيل أن تحذو حذو دول غربية بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، أو الالتزام بالعقوبات التي تمّ فرضها على موسكو.
يذكر أن أكثر من 20 دولة تقدمت بطلبات للانضمام إلى مجموعة بريكس، وضمنها الجزائر والسعودية والأرجنتين وبنغلاديش وكوبا ومصر وإثيوبيا وإيران وفيتنام. وأعربت أخرى مثل المكسيك وباكستان وتركيا عن اهتمامها بالعضوية.