نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، عن كوريا الشمالية، القول إنها أطلقت صاروخاً فضائياً في الساعات الأولى من اليوم الخميس 24 أغسطس/آب 2023، وإن حادثاً وقع خلال العملية.
وذكرت وسائل إعلام أن المحاولة الثانية لكوريا الشمالية لوضع قمر صناعي مخابراتي في المدار باءت بالفشل، بعد أن واجه معزز الصاروخ مشكلة خلال مرحلته الثالثة، في حين تعهدت سلطات الفضاء بالمحاولة مرة أخرى، في أكتوبر/تشرين الأول.
كما انتهت محاولتها الأولى، في مايو/أيار، بالفشل عندما سقط الصاروخ الجديد في البحر.
أمريكا تعتبره انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن
من جانبها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن محاولة كوريا الشمالية إطلاق قمر صناعي تنتهك عدداً من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مضيفة أن واشنطن تسعى إلى الحوار مع بيونغ يانغ "دون شروط مسبقة".
المتحدث باسم الوزارة قال في بيان إن الولايات المتحدة حثت كوريا الشمالية على الامتناع عن "المزيد من الأنشطة المهددة". فيما قال البيت الأبيض على نحو منفصل إن الباب "لم يغلق" أمام الدبلوماسية، لكن على بيونغ يانغ "أن تتوقف فوراً عن أعمالها الاستفزازية وتختار الحوار بدلاً من ذلك".
وقال البيت الأبيض إن فريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن يعكف على تقييم الوضع بتنسيق وثيق مع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة، مضيفاً أنه يتعين على جميع الدول إدانة محاولة كوريا الشمالية إطلاق الصاروخ.
وأضاف "تدين الولايات المتحدة بشدة قيام جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (كوريا الشمالية) بالإطلاق باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، والتي على الرغم من فشلها تمثل انتهاكاً صارخاً لعدد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتزيد التوتر وتخاطر بزعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة وخارجها".
وتسعى الدولة المسلحة نووياً إلى وضع ما سيكون أول قمر صناعي مخابراتي عسكري في المدار، قائلة إنها تخطط في نهاية المطاف لأسطول من الأقمار الصناعية لمراقبة تحركات القوات الأمريكية والكورية الجنوبية.
يبدو أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى تشعر بالقلق إزاء إطلاق الأقمار الصناعية، بقدر ما تشعر بالقلق إزاء تجارب الأسلحة التي تجريها الدولة المسلحة نووياً.
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أمن الولايات المتحدة، والدفاع عن حليفتيها كوريا الجنوبية واليابان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "مركبات الإطلاق الفضائية لها تقنيات مماثلة لتلك المستخدمة في الصواريخ الباليستية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وقابلة للتبديل معها… أي إطلاق لكوريا الشمالية يستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، والتي قد تشمل مركبات فضائية تستخدم لإطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، ينتهك عدداً من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
كوريا الجنوبية تصف العملية بـ"الاستفزاز المتهور"
في الوقت ذاته، أكدت كوريا الجنوبية فشل جارتها الشمالية بإطلاق الصاروخ، وقال المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية إن كوريا الجنوبية عقدت اجتماعاً لمجلس الأمن القومي بشأن إطلاق كوريا الشمالية الصاروخي الأخير.
وأوضحت كوريا الجنوبية أن المسؤولين في البلاد عبروا عن أسفهم لإهدار كوريا الشمالية مواردها على "استفزازات متهورة" وسط أزمتها الاقتصادية.
وقال المكتب إن الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، أمر بالاستعداد لمزيد من التحركات العسكرية لكوريا الشمالية.
يأتي ذلك في وقت بدأت فيه كوريا الجنوبية تنفيذ أول تدريبات دفاع مدني على مستوى البلاد منذ 6 سنوات، تشمل إخلاء للشوارع، وذلك بالتزامن مع إطلاق كوريا الشمالية تهديداً جديداً بالحرب النووية في شبه الجزيرة، وفق ما ذكرته وكالة Bloomberg الأمريكية، الثلاثاء 22 أغسطس/آب 2023.
وبدأت التدريبات المقررة الأربعاء 23 أغسطس/آب، التي تستغرق 20 دقيقة، بإطلاق صفارات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية في الساعة الثانية ظهراً، وذلك وفقاً لوزارة الداخلية والسلامة.
بعد أن تبدأ صفارات الإنذار سوف يُطلب من السائقين في مناطق محددة بالعاصمة سيول ركن السيارة أو التوقف، بينما سوف يتوجب على المشاة التحرك إلى أقرب ملاذ آمن أو مأوى تحت الأرض، لحوالي 15 دقيقة.
يتزامن تدريب الأربعاء مع تدريبات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، التي تُعرف بـ"أولتشي حماة الحرية"، والتي بدأت الإثنين 21 أغسطس/آب.
من جانبها، أدانت كوريا الشمالية التدريبات المشتركة، ووصفتها بأنها "بروفة حرب"، وقالت إنها كانت قادرة على "معاقبة القوى المعادية التي تهدد سيادة دولتنا"، وذلك وفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء المركزية الكورية، الثلاثاء 22 أغسطس/آب. تقول بيونغ يانغ إن "حرباً نووية" غير مسبوقة واسعة النطاق تقترب من شبه الجزيرة الكورية.