كشف شهود عيان لحظة سقوط الطائرة التي يُعتقَد أنها أودت بحياة زعيم مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين، الأربعاء 23 أغسطس/آب 2023، وتفاصيل تحطمها، بينما قال محللون لصحيفة The Financial Times البريطانية إن ما وقع لبريغوجين يعد إنذاراً للنخبة الروسية بأكملها.
إذ قال سكان قرية قريبة من موقع تحطم الطائرة، إنهم سمعوا دوياً ثم رأوا الطائرة تهبط على الأرض.
فيتالي ستيبينوك، البالغ من العمر 72 عاماً، أحد سكان قرية كوزينكينو قال: "سمعت صوتاً مدوياً، ونظرت للأعلى ورأيت دخاناً أبيض"، مضيفاً: "طار أحد الأجنحة في اتجاه واحد، وسار جسم الطائرة على هذا النحو"، مُشهِراً ذراعيه لتوضيح كيف كانت الطائرة تهوي نحو الأرض.
وتابع: "ثم انزلقت على جناحها الباقي.. لم تندفع بمقدمتها نحو الأرض، بل كانت تنزلق"، مشيراً إلى أنه خشي أن تسقط الطائرة على أحد المنازل.
كما أوضح: "كنت هناك.. وشاهدت ألسنة اللهب تحرق كل شيء.. كان الناس يتجولون حول الطائرة، وسحبوا شخصاً ما إلى الخارج، أو بقاياه… لم أستطِع تبيُّن ما هو بالتحديد، كل ما رأيته هو الرقم الموجود على الطائرة، وأخبرتهم به، وهذا كل شيء".
بينما قال قروي آخر، ذكر أنَّ اسمه أناتولي: "لقد كان انفجاراً معدنياً… هناك بالقرب من ذلك الصاري.. وسقطت هناك"، مشيراً صوب مزرعة.
الصحيفة البريطانية أوضحت أن الأسابيع الثمانية التي قضاها زعيم مجموعة فاغنر شبه العسكرية، في شبه منفى بين بيلاروسيا وإفريقيا -التي عاد خلالها إلى روسيا في عدة مناسبات، بل التقى أيضاً مع الرئيس بوتين في الكرملين- يبدو كانت مجرد مقدمة لعملية انتقامية مُتقَنة نفذتها الشخصيات التي كانت مُستهدَفة بالأساس من انقلاب زعيم فاغنر.
وإذا أُعلِنَت وفاة زعيم مجموعة فاغنر شبه العسكرية، فإنَّ ذلك يؤكد أنه كان رجلاً مستهدفاً منذ قاد تمرداً فاشلاً قبل شهرين بالضبط للاحتجاج على طريقة تعامل وزارة الدفاع الروسية مع الحرب في أوكرانيا، بحسب الصحيفة.
"هذا إنذار للنخبة بأكملها"..
من جانبه، وصف أوليغ إغناتوف، كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، ما حدث بأنها نهاية مستلهمة مباشرةً من فيلم "العراب".
في السياق، قال مسؤول كبير سابق في الكرملين لصحيفة فايننشيال تايمز: "علِمت أنهم سيتخلصون منه بالتأكيد.. وهكذا فعلوا.. مثل هذه الأشياء لا يمكن أن تغتفر. ويدرك الجميع أنَّ الرد على الخيانة سيكون سريعاً ولا رجعة فيه.. هذا إنذار للنخبة بأكملها".
وربما يستشعر أنصار بوتين نوعاً من العدالة الشعرية في الطريقة التي مات بها بريغوجين، بعد أن أسقطت قوات فاغنر عدة طائرات هليكوبتر وطائرة نقل خلال زحفها نحو موسكو، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 جندياً روسياً، وفقا للصحيفة.
فيما صرح مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية: "من الواضح أنَّ الأمر صدر بذلك، لقد كان رجاله هم الذين قتلوا الطيارين.. ففي نهاية المطاف، من يَعِش بالسيف، يمُت بحدّه.. ولم يكن من الواضح تماماً لمدة شهرين سبب سفره حول العالم… لكن الآن بعد تصفيته، صار السبب منطقياً".
وتمثل وفاة بريغوجين نهاية نارية لواحد من أبرز الفصول في غزو أوكرانيا، بل في التاريخ الروسي الحديث، بحسب الصحيفة.
إلى ذلك، قال غريغوري يودين، رئيس قسم الفلسفة السياسية في كلية موسكو للعلوم الاجتماعية والاقتصادية: "اكتمل التحقيق الداخلي في التمرد.. وأُقيِل قائد القوات الجوية الفضائية الجنرال سيرغي سوروفيكين أمس، وأُعدِم الجناة".