توعّد العسكري الأمريكي السابق، مايكل تايلور، قطب صناعة السيارات السابق اللبناني كارلوس غصن، بتصفية الحساب معه، في تحول مثير بعد أن كان العسكري السابق وراء الهروب الهوليودي لغصن من اليابان حيث كان يحاكم في قضايا فساد مالي، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد 20 أغسطس/آب 2023.
يتّهم تايلور الرئيس السابق لشركة "رينو-نيسان" بأنه لم يدفع له أجراً يتناسب مع الخدمة المقدمة لعملية التهريب، ويقول: "دفعت مليون دولار من جيبي الخاص نفقات محاكمة"، مضيفاً: "أنا صديق جيد، ولكن يمكنني أن أكون عدواً لدوداً أيضاً، القصة لم تنتهِ بعد"، وفق ما صرح به في وثائقي جديد سيبث على منصة "أبل تي في بلاس".
على غرار وثائقي سابق بث في 2021، يستكشف الوثائقي الجديد أبعاد القضية، منذ صعود غصن حتى توقيفه في نهاية 2018 في اليابان، للاشتباه بضلوعه في فضائح فساد مالي.
جاء العمل الجديد تحت عنوان "بحثاً عن كارلوس غصن"، وهو مؤلف من 4 حلقات أخرجها البريطاني جيمس جونز، ويستند إلى تحقيقات لصحيفة "وول ستريت جورنال"، ويرمي لرسم الصورة الكاملة لغصن وسقوطه المدوي. ومن المقرر أن يبث في جميع أنحاء العالم اعتباراً من 25 من الشهر الجاري.
البحث في شخصية كارلوس غصن
في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، يقول الصحفي نيك كوستوف، أحد مؤلّفي الكتاب الذي استُوحي منه المسلسل، إن غصن شخصية بأبعاد كبرى "لها صفات عظيمة، وعيوب كبرى".
كما يتناول الوثائقي بشكل مطوّل هروب غصن من اليابان في طائرة خاصة، مختبئاً في صندوق للآلات الموسيقية، وذلك بفضل مايكل تايلور صاحب الخبرة الكبيرة، ونجله ديفيد.
فيما يعتبر هذان الرجلان، على غرار آخرين، ضحيتين غير مباشرتين في هذه القضية، وقد قبعا في السجن بسبب تورطهما فيها.
تجدر الإشارة إلى أن غصن موجود في منزله في لبنان حيث لا تسلّم السلطات مواطنيها، رغم إصدار السلطات القضائية في اليابان وفرنسا مذكرات توقيف بحق رجل الأعمال الفرنسي-البرازيلي-اللبناني.
بينما اعتقد مايكل تايلور أن "إخراجه (غصن) من اليابان كان بمثابة إنقاذه من كوريا الشمالية"، بحسب نيك كوستوف، لكن الحبس في اليابان كسر عزيمة هذا الجندي السابق في قوات النخبة، وعزيمة ابنه أيضاً.
يقول تايلور في الوثائقي إن "الفترة التي قضاها كارلوس غصن في الحبس كانت أضحوكة مقارنة بما عانيناه" من فترات طويلة في الحبس الانفرادي. ويصف الجندي السابق في المسلسل الوثائقي غصن بأنه رجل أصابه نجاحه بالغرور، إلى حد تنظيمه حفلاً تكريمياً له في قصر فرساي.