نشرت وسائل إعلام إيرانية، الأحد 20 أغسطس/آب 2023، فيديو لعملية تعقب زوارق حربية تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني، لحاملة طائرات هليكوبتر عسكرية أمريكية في مضيق هرمز، في مؤشر على مراقبة طهران لتحركات البوارج الأمريكية في منطقة الخليج.
موقع Iribnews قال إن موقع التلفزيون الرسمي الإيراني، ذكر أن اللواء الركن علي رضا تنجسيري، قائد القوات البحرية في "الحرس الثوري" الإيراني، عرض معلومات حول محاولة استهداف حاملة طائرات الهليكوبتر الأمريكية في 17 أغسطس/آب 2023.
جاء ذلك بعد اجتماع المجلس الأعلى الرابع والعشرين لقوات "الحرس الثوري" الإيراني، وتتضمن اللقطات لحظات اقتراب زوارق حربية إيرانية من حاملة طائرات هليكوبتر عسكرية أمريكية.
يأتي نشر الفيديو فيما تعزّز الولايات المتحدة من وجودها العسكري في مياه الخليج، لمواجهة تهديدات إيران المتزايدة للسفن وناقلات النفط، وفق ما أعلنت واشنطن مؤخراً، في خطوة لطالما طالبت بها دول الخليج العربية التي تتهم واشنطن بتقليص دورها في حماية المنطقة الاستراتيجية.
عَبَرَ مؤخراً 3 آلاف جندي أمريكي مياه البحر الأحمر باتجاه القواعد الأمريكية في الخليج، في وقت حذّرت القوات الدولية المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة، السفن التجارية والناقلات، من الاقتراب من المياه الإيرانية.
تأتي هذه التحركات في أعقاب سلسلة من عمليات احتجاز السفن عند مضيق هرمز، الممر الرئيسي الذي يعبر من خلاله يومياً نحو خُمس إنتاج النفط العالمي، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان المتحدث باسم الأسطول الخامس تيم هوكينز، قد قال للوكالة الفرنسية الأسبوع الماضي، إن "هنالك تهديداً متزايداً وخطراً متزايداً (على السفن) في المنطقة، على وقع عمليات الاعتراض" الإيرانية قرب المضيق.
أضاف هوكينز أنه "في الوقت الحالي، ينصب تركيزنا على تعزيز وجودنا في مضيق هرمز وفي محيطه لضمان الأمن والاستقرار في ممر مائي بالغ الأهمية".
كانت قد وقعت هجمات ضد السفن في وقت تشهد العلاقات بين واشنطن وحلفائها الخليجيين توترات، بعدما كانت هذه الدول الثرية تعتمد على حماية الولايات المتحدة لها، وتعارض أي انسحاب عسكري أمريكي من المنطقة.
يقول الجيش الأمريكي إن إيران احتجزت أو حاولت الاستيلاء على ما يقرب من 20 سفينة في المنطقة في العامين الماضيين، فيما قالت واشنطن إن قواتها منعت محاولتين إيرانيتين لاحتجاز ناقلات تجارية في المياه الدولية قبالة عُمان، في الخامس من يوليو/تموز، وأوضحت أن إيران في أبريل/نيسان، ومايو/أيار، احتجزت ناقلتين في غضون أسبوع في المياه الإقليمية.
ويتزامن أيضاً عرض إيران لفيديو تعقب حاملة الطائرات الأمريكية، مع بدء تفريغ شحنة من النفط الخام الإيراني احتجزتها الولايات المتحدة، بعد انتظار شهرين ونصف الشهر قبالة ساحل تكساس.
ورست الناقلة سويز راجان، التي ترفع علم جزر مارشال، قبالة جالفستون، على بعد حوالي 80 كيلومتراً خارج هيوستون، منذ 30 مايو/أيار، وكانت غير قادرة على التفريغ لأن الوكلاء التجاريين يخشون أن أي سفينة تقلها سوف يتجنبها العملاء.
لكن أمس الأحد، اصطفت الناقلة إم.آر الفرات التي ترفع علم ليبيريا، بجوار الناقلة سويز راجان لإجراء نقل من سفينة إلى سفينة، وتفريغ النفط الخام، وفقاً لبيانات تتبع السفن على رفينيتيف أيكون.
بحسب وكالة رويترز، لم ترد وزارة العدل الأمريكية ولا خفر السواحل ولا وزارة الأمن الداخلي على طلبات للتعقيب حتى الآن، وتحتاج الناقلة سويز راجان، وهي من طراز سويزماكس، إلى شركة شحن لنقل الخام إلى سفن أصغر، لأن حجمها ووزنها يقيّدان دخولها الميناء مباشرة.
كانت إيران قد هددت إيران بالرد على أية شركة تفرغ النفط الإيراني من الناقلة المحتجزة، في حين حثّ أعضاء مجلس النواب الأمريكي الرئيس جو بايدن وأعضاء إدارته على حل مشكلة التأخير في نقل الشحنة، وقدروا قيمة شحنة النفط على متن الناقلة التي تبلغ سعتها 800 ألف برميل بنحو 56 مليون دولار.