نقلت وكالة أسوشيتيد برس عن مصدر مسؤول، الأحد 20 أغسطس/آب 2023، أن المجلس العسكري في النيجر أعلن لوفد "إيكواس" تمسكه بشكل قاطع بعدم عودة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، وسط تحذير قادة الانقلاب من أي مغامرة عسكرية تقاد ضد نيامي.
المصدر أضاف أن رئيس المجلس العسكري، الجنرال عبد الرحمن تياني، طالب وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) برفع العقوبات، لكنه لم يقدم المقابل، على حد قوله.
لقاء بازوم
والتقى وفد من المجموعة الاقتصادية "إيكواس" برئاسة الرئيس النيجيري الأسبق عبد السلام أبو بكر، رئيس النيجر المعزول محمد بازوم خلال زيارة للعاصمة نيامي السبت 19 أغسطس/آب، كما عقد الوفد محادثات أيضاً مع قائد المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني.
ومنذ الإطاحة به في انقلاب 26 يوليو/تموز الماضي، احتُجز بازوم في القصر الرئاسي، لكن إيكواس وقوى دولية تصر على أنه ما زال الرئيس الشرعي وتدعو إلى الإفراج عنه فوراً وإعادته للسلطة.
وشددت إيكواس على تهديدها باستخدام القوة كملاذ أخير لاستعادة الديمقراطية، قائلةً إنها اتفقت على "يوم الزحف" لتدخُّل عسكري محتمل من دون أن تعلن موعده
"خارطة طريق الانقلابيين"
بعد وقت قصير من اجتماعات السبت، ظهر تياني على التلفزيون الحكومي ووضع خارطة طريق للبلاد، قائلاً إنه لا قادة الانقلاب ولا "شعب النيجر يريدون الحرب ويظلون منفتحين على الحوار"، محذراً من أن النيجر مستعدة للدفاع عن نفسها إذا تطلب الأمر.
في الوقت نفسه، قال تياني إن المجلس العسكري يطبق أجندته الخاصة وسيطلق حواراً وطنياً للتشاور حول الانتقال إلى الديمقراطية، وهو "ما ينبغي ألا يستغرق أكثر من 3 أعوام".
واستنكر تياني العقوبات التي فُرضت على النيجر، وقال إن الهدف منها "إخضاعنا وليس التوصل إلى حل"، مضيفاً أن إيكواس يبدو أنها تجهل أن النيجر هي "المفتاح الذي منع الإرهابيين من زعزعة استقرار المنطقة".
حشد لدعم الانقلاب
والأحد، تظاهر آلاف النيجريين في وسط نيامي دعماً للمجلس العسكري، حيث ردد المتظاهرون وعرضوا العديد من الشعارات واللافتات المعادية لكل من فرنسا و"إيكواس".
وكُتب على لافتات رفعها المتظاهرون "لا للعقوبات" و"تسقط فرنسا" و"أوقِفوا التدخل العسكري"، فيما أدى موسيقيون أغنيات تشيد بالانقلابيين.
فيما تجمَّع الآلاف من أنصار المجلس العسكري في ملعب بالعاصمة نيامي أمس السبت، حيث أدى الزحام إلى تأجيل إحصاء غير رسمي للمتطوعين المدنيين لأدوار غير عسكرية إذا لجأت إيكواس للقوة.
في السياق، بث التلفزيون الرسمي صوراً لطائرات حربية قال إنها طائرات من مالي وبوركينا فاسو تم نشرها في النيجر، تنفيذاً لتعهدات البلدين بوقوفهما إلى جانب نيامي، رداً على أي تدخل عسكري محتمل من قبل إيكواس.
حل سياسي
من ناحية أخرى، أعربت الخارجية الجزائرية عن أسفها على "تغلب اللجوء للعنف على الحل السياسي، فيما ترتسم معالم التدخل العسكري في النيجر".
وقالت الوزارة مساء السبت: "نحن على قناعة بأن الحل السياسي التفاوضي في النيجر لا يزال ممكناً ولم تستنفد كل الخيارات".
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم، وصول سفيرتها الجديدة لدى النيجر كاثلين فيتزغيبون إلى نيامي، وقالت إنها لن تقدم أوراق اعتمادها رسمياً بسبب "الأزمة السياسية الحالية".
المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، قال في بيان، إن وصول فيتزغيبون إلى النيجر "لا يعكس تغييراً في موقفنا السياسي، لكنه يأتي استجابة للحاجة إلى وجود قيادة عليا لبعثتنا في وقت صعب".
البيان أضاف: "سينصبُّ التركيز الدبلوماسي (للسفيرة الجديدة) على الدعوة إلى حل دبلوماسي يحافظ على النظام الدستوري في النيجر والإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته وجميع المعتقلين بشكل غير قانوني".
في سياق موازٍ، نشر التلفزيون الوطني بالنيجر مشاهد لوصول شاحنات تحمل بضائع، من خلال عملية نظمتها السلطات العسكرية في نيامي بالتعاون مع سلطات بوركينا فاسو، رغم عقوبات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وقال التلفزيون إن القافلة التي وصلت إلى مدينة تيرا (غرب البلاد) كان قوامها 311 شاحنة، وتحمل بضائع مختلفة ستصل للعاصمة نيامي.