أمريكا تتحدى تهديدات طهران.. بدأت بتفريغ ناقلة محتجزة تحمل نفطاً إيرانياً خاضعاً للعقوبات

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/20 الساعة 08:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/20 الساعة 08:40 بتوقيت غرينتش
ناقلة نفط/ أرشيف/ الأناضول

أظهرت بيانات تتبع ناقلة النفط المملوكة لشركة أمريكية، التي يُشتبَه منذ فترة طويلة في أنها تحمل نفطاً خاماً إيرانياً خاضعاً للعقوبات، أنها بدأت في تفريغ حمولتها بالقرب من تكساس في أمريكا، السبت 19 أغسطس/آب 2023، رغم تهديد طهران باستهداف الشحن في الخليج العربي إذا حدثت هذه الخطوة.

حيث قالت صحيفة The Independent البريطانية، الأحد 20 أغسطس/آب، إن التوترات بين أمريكا وإيران سيطرت على مصير شحنة سفينة Suez Rajan، حتى في الوقت الذي يعمل فيه البلدان على صفقة لتبادل مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية مقابل الإفراج عن خمسة أمريكيين من أصول إيرانية محتجزين في طهران.

فيما حذّر الحرس الثوري الإيراني شبه العسكري بالفعل من أنَّ المتورطين في تفريغ الحمولة "يجب أن يتوقعوا الرد بضربة مماثلة". 

بينما عملت البحرية الأمريكية بثبات على تعزيز وجودها في الأسابيع الأخيرة في الشرق الأوسط، ونشرت سفينة USS Bataan حاملة الجنود والطائرات، وتدرس وضع أفراد مسلحين على متن سفن تجارية تسافر عبر مضيق هرمز، لمنع إيران من الاستيلاء على سفن إضافية. 

أظهرت بيانات تتبع السفن التي حلّلتها، وكالة The Associated Press، أنَّ سفينة Suez Rajan، التي ترفع علم جزر مارشال، تخضع لعملية نقل شحنتها من النفط إلى ناقلة نفط أخرى، وهي Mr Euphrates، بالقرب من غالفستون بولاية تكساس، على بعد حوالي 70 كيلومتراً جنوب شرق هيوستن. ومن المحتمل أن يسمح ذلك بتفريغ الحمولة.

بدأت الملحمة حول سفينة Suez Rajan في فبراير/شباط 2022، عندما قالت منظمة متحدون ضد إيران النووية إنها تشتبه في أنَّ الناقلة كانت تحمل النفط من جزيرة خارج الإيرانية، وهي محطة توزيع النفط الرئيسية في الخليج العربي.

مصادرة أمريكا النفط الإيراني

بينما قضت السفينة عدة أشهر في بحر الصين الجنوبي قبالة الساحل الشمالي الشرقي لسنغافورة، قبل الإبحار فجأة إلى خليج المكسيك دون تفسير. ويعتقد المحللون أنَّ المسؤولين الأمريكيين صادروا شحنة السفينة، على الرغم من عدم وجود وثائق صادرة من محكمة عامة بشأن بسفينة Suez Rajan، حتى وقت مبكر من يوم الأحد، 20 أغسطس/آب.

في غضون ذلك، احتجزت إيران ناقلتين بالقرب من مضيق هرمز، إحداهما تحمل شحنة لشركة النفط الأمريكية Chevron Corp. 

في يوليو/تموز، هدد القائد الأعلى للقوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي رضا تنكسيري، باتخاذ المزيد من التحركات ضد أية جهة تُفرِّغ سفينة Suez Rajan، وفي الوقت نفسه ربطت وسائل الإعلام المملوكة للدولة المصادرات الأخيرة بمصير الشحنة.

كما صرح الأدميرال علي رضا تنكسيري في ذلك الوقت: "نعلن بموجب هذا أننا سنُحمِّل أية شركة نفط سعت إلى تفريغ نفطنا من السفينة المسؤولية كما نحمل أمريكا المسؤولية. لقد انتهى عصر الاستهداف والمراوغة، فإذا سددوا لنا ضربة يجب أن يتوقعوا الرد".

فيما صار التأخير في تفريغ شحنة Suez Rajan مشكلة سياسية أيضاً لإدارة بايدن؛ إذ رست السفينة لعدة أشهر في خليج المكسيك، ربما بسبب قلق الشركات من التهديد الإيراني.

في رسالة بتاريخ، الأربعاء 16 أغسطس/آب، طلبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين من البيت الأبيض تحديثاً عن مصير شحنة السفينة التي تُقدَّر قيمتها بحوالي 56 مليون دولار. 

كما قالوا إنَّ الأموال يمكن أن تذهب إلى صندوق ضحايا الإرهاب الذي ترعاه الدولة في أمريكا، والذي يعوض المتضررين من هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وأزمة الرهائن في إيران عام 1979 وغيرها من الاعتداءات المسلحة.

تحميل المزيد