قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن "الغزو الروسي لأوكرانيا قد يؤدي إلى حرب عالمية". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع زعيمي كوريا الجنوبية واليابان في ختام قمة كامب ديفيد، الجمعة 18 أغسطس/آب 2023، وأوضح بايدن أن روسيا خسرت في أوكرانيا ولن تتمكن من تحقيق أهدافها، مشيراً إلى أن تداعيات الحرب تتجاوز أوروبا، "وأثرها موجود في كل مكان".
وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية لبلاده، قال بايدن إن الرئيس السابق دونالد ترامب أضعف الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن قوة بلاده تتعزز بالتحالف مع الشركاء. وأضاف أن "علاقاتنا مع اليابان وكوريا الجنوبية قوية جداً، واليوم نصنع التاريخ"، وأكد أن البلدان الثلاثة لديها أفضل الكفاءات في مجال العلوم والتكنولوجيا، والتعاون سيوفر الأمن والاستقرار للعالم.
أمريكا تقوي علاقاتها مع اليابان وكوريا الشمالية
بايدن قال إن واشنطن تعمل على تقوية الشراكة مع اليابان وكوريا الشمالية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والصحة، مؤكداً التزام بلاده بالتشاور وإنشاء خط ساخن للرد على التهديدات من أي دولة.
وأشار إلى أن القمة مع سيول وطوكيو تتعلق بالعلاقات المشتركة، وليس بكين. وقال بايدن إنه يتوقع لقاء الزعيم الصيني شي جينبينغ في وقت لاحقٍ هذا العام، رغم توجيهه سلسلة انتقادات حادة في مناسبات عدة لبكين.
يذكر أنه في يونيو/حزيران 2023، وصف بايدن شي بأنه "ديكتاتور"؛ ما دفع الصين إلى التنديد بهذه التعليقات التي جاءت في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لبكين.
الصين تندد بالقمة الثلاثية
في حين نددت الصين بالقمة الثلاثية بين بايدن وزعيمي كوريا الجنوبية واليابان والتي تشكل خطوة رئيسة في المصالحة بين حليفي الولايات المتحدة اللذين كانا على خلاف منذ عقود بسبب نزاعات تاريخية مرتبطة بالحروب بينهما.
كانت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان قد تعهدت بالالتزام بتعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية بينها، حسبما جاء في بيان مشترك صدر عن البيت الأبيض الجمعة 18 أغسطس/آب 2023، وذلك عقب لقاء جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، بمقر الإقامة الرئاسي في منتجع كامب ديفيد قرب العاصمة واشنطن.
أوضح البيان أن القمة جاءت "لتدشين حقبة جديدة من الشراكة الثلاثية في وقت مفصلي وتاريخي يتطلب الوحدة والعمل المنسق". وفي القمة، أكد قادة البلدان الثلاثة أن الشراكة بين دولهم "تعزز أمن وازدهار شعوبها والمنطقة والعالم".
التزم القادة بـ"تقوية اقتصاداتهم ودعم السلام والأمن الإقليمي والعالمي وتعزيز التنسيق الاستراتيجي لضمان ازدهار وأمن واستقرار منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
تطلُّع لعلاقات قوية بين أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان
تتطلع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان إلى تعزيز العلاقات العسكرية والاقتصادية خلال قمة الجمعة في كامب ديفيد بولاية ماريلاند الأمريكية، إذ تسعى الدول الثلاث لإظهار الوحدة في ما بينها في مواجهة تنامي نفوذ الصين والتهديدات النووية من جانب كوريا الشمالية.
كان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قد قال في مؤتمر صحفي بكامب ديفيد، إن الاجتماع سيسفر عن "خطوات مهمة" لتعزيز التعاون الأمني الثلاثي، وضمن ذلك الالتزام بالتشاور المشترك في أوقات الأزمات.
وأضاف سوليفان أن هذه الخطوات ستشمل خطة لإجراء تدريبات عسكرية تستمر عدة سنوات ومزيداً من التنسيق والتكامل في مجالات تحسين تبادل المعلومات والحماية من هجمات الصواريخ الباليستية والاتصال في أوقات الأزمات وتنسيق السياسات.
وذكر أن قادة الدول الثلاث سيكشفون أيضاً عن مبادرات جديدة في مجالي الاقتصاد وأمن الطاقة، ستشمل آلية إنذار مبكر للمعوقات التي تعرقل سلاسل التوريد.