أعلن مركز طب الطوارئ والدعم في ليبيا (حكومي)، الثلاثاء، 15 أغسطس/آب 2023، مقتل 27 وإصابة 106 آخرين، خلال الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة طرابلس، منذ مساء الإثنين. وقال المركز، في بيان إن "فرق المركز تمكنت من إجلاء 234 عائلة من مناطق الاشتباكات"، في الوقت نفسه أعربت الإمارات وقطر، مساء الثلاثاء، عن قلقهما إزاء تطورات الأوضاع في طرابلس الليبية، وحثتا على خفض التصعيد ووقف الاقتتال، وضمان سلامة المدنيين.
ومنذ مساء الإثنين، اندلعت مواجهات مسلحة في العاصمة الليبية بين قوة تتبع لجهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب التابع للمجلس الرئاسي، وقوة اللواء 444 التابع لحكومة الوحدة.
اشتباكات في طرابلس
وقعت الاشتباكات على خلفية اعتقال جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب لآمر اللواء "444" محمود حمزة، بمطار معيتيقة الدولي في طرابلس.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية، محمد حمودة، في تصريح للأناضول، اتفاق رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة مع أعيان منطقة "سوق الجمعة" بطرابلس، على وقف إطلاق النار بتسليم آمر اللواء 444 إلى جهة محايدة.
وتعد سوق الجمعة من أكبر مناطق العاصمة طرابلس، وينحدر منها آمر قوة الردع الخاصة عبد الرؤوف كارة.
بدوره أكد وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بحكومة الدبيبة، وليد اللافي، للوكالة، أنه "تم تسليم آمر اللواء 444 إلى جهة محايدة"، دون أن يذكرها.
وأطلق الاتحاد الأوروبي وعدة دول غربية، الثلاثاء، دعوات تطالب بوقف التصعيد في العاصمة الليبية طرابلس، وتجنب العنف حفاظاً على الأرواح.
وتلت الدعوات الدولية نداء أعلنه المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي، في وقت سابق من اليوم، حث فيه "جميع الأطراف (في طرابلس) على وقف التصعيد، واحترام رغبة الشعب الليبي وتطلعه إلى السلام والاستقرار".
يذكر أنه في 28 مايو /أيار 2023 شهدت طرابلس اشتباكات استمرت ساعات بين جهاز الردع و"اللواء 444″ على خلفية اعتقال الأول أحد القادة التابعين للواء.
قلق قطري إماراتي من تطورات الوضع في ليبيا
في سياق متصل، فقد أعربت الإمارات وقطر، مساء الثلاثاء، عن قلقهما إزاء تطورات الأوضاع في طرابلس الليبية، وحثتا على خفض التصعيد ووقف الاقتتال، وضمان سلامة المدنيين.
جاء ذلك في بيانين لوزارتي الخارجية في البلدين، غداة اندلاع مواجهات مسلحة في العاصمة الليبية بين قوة تتبع لجهاز "الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب" التابع للمجلس الرئاسي، وقوة "اللواء 444" التابع لحكومة الوحدة الوطنية.
ودعا وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية خليفة شاهين في البيان، كافة الأطراف إلى خفض التصعيد ووقف الاقتتال، واللجوء إلى الحوار والطرق السلمية لحل الخلافات.
وحث شاهين على "الحفاظ على سلامة المدنيين والمقرات الحكومية والممتلكات، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، للخروج من الأزمة الراهنة".
كما جدد موقف دولة الإمارات الداعي إلى "حل الصراع في ليبيا، ودعمها الكامل لما يحفظ أمن واستقرار ووحدة ليبيا"، وفقاً للبيان ذاته.
من جهتها، دعت أيضاً الخارجية القطرية "كافة الأطراف إلى تجنب التصعيد، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتجاوز الخلافات بالحوار، وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات".
كما جدد بيان الوزارة "دعم الدوحة الكامل للمسار السياسي الليبي، وكل الحلول السلمية التي تحافظ على وحدة ليبيا واستقرارها وسيادتها".
وتشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين الحكومة التي عيَّنها مجلس النواب مطلع 2022، وحكومة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.
وفي مسار حل تلك الأزمة، يجري المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب مفاوضات تهدف إلى عقد تلك الانتخابات، خلال عام 2023، يرافقها أيضاً جهود أممية بقيادة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبد الله باتيلي.