اقترح ستيان يينسين، رئيس مكتب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، تخلّي أوكرانيا عن جزء من أراضيها لروسيا مقابل حصولها على عضوية الحلف وإنهاء الحرب، وهو ما أثار غضب كييف، ودفعه لاحقاً إلى الاعتذار، حسبما كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 16 أغسطس/آب 2023.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن ستيان يينسين رئيس مكتب الأمين العام لـ"الناتو"، قال خلال مشاركته في فعالية بالنرويج الثلاثاء، إن أعضاء الحلف يناقشون حالياً كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ 18 شهراً.
وأضاف: "أعتقد أن الحل يمكن أن يكون بتخلي أوكرانيا عن (بعض) أراضيها وحصولها في المقابل على عضوية الناتو".
وأشار يينسين إلى أن هناك "مناقشات مستمرة في الدوائر الدبلوماسية للحلف بشأن وضع أوكرانيا ما بعد الحرب".
وأوضح أن "أي اتفاق سلام يجب أن يكون مقبولاً لأوكرانيا"، مؤكداً أنه "ببساطة أطرح فكرة فقط"، وأن "الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر وقت وشروط التفاوض التي تريدها" لإنهاء الحرب.
غضب كييف واعتذار المسؤول
من جانبه، قال ميخايلو بودولاك، كبير مستشاري الرئيس الأوكراني، إن "مبادلة الأراضي بمظلة الناتو تعد أمراً مثيراً للسخرية"، وفق الصحيفة.
وأضاف: "هذا يعني اختيار هزيمة الديمقراطية عمداً، وتشجيع مجرم عالمي (في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، والحفاظ على النظام في موسكو، وتدمير القانون الدولي ونقل الحرب إلى أجيال أخرى".
وفي وقت لاحق، نقلت صحف نرويجية اعتذار المسؤول في الناتو، موضحاً أنه ما كان ينبغي له أن يتحدث بشكل مبسط كما فعل.
وأجرى المسؤول مقابلة مع صحيفة VG النرويجية، قال فيها: "كان بياني حول هذا جزءاً من مناقشة أكبر حول السيناريوهات المستقبلية المحتملة في أوكرانيا، ولا ينبغي أن أقول ذلك بهذه الطريقة".
لكن جنسن لم يتراجع عن فكرة أن صفقة الأرض مقابل عضوية الناتو يمكن أن تكون مطروحة في النهاية على الطاولة. وأضاف رئيس الأركان أنه إذا كانت هناك مفاوضات سلام جادة، فإن الوضع العسكري في ذلك الوقت، وضمن ذلك من يسيطر على أي منطقة، "سيكون له بالضرورة تأثير حاسم".
وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.