طالبت مئات الشخصيات العامة الإسرائيلية والأمريكية في رسالة مفتوحة المنظمات اليهودية الأمريكية إلى إدانة احتلال الأراضي الفلسطينية بشكل علني، وقالت إن الهدف النهائي من الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل التي يرعاها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو دعم "نظام الفصل العنصري".
وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية نشر الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2023، فإن الموقعين على الرسالة طالبوا بإدانة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية على اعتبار أنه "فيل الغرفة" أو "الحقيقة الواضحة التي يتم تجاهلها" في تعديلات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القضائية المثيرة للجدل.
شخصيات بارزة توقع على الرسالة
لفتت هذه الرسالة الانتباه الدولي بسبب الشخصيات الإسرائيلية البارزة التي وقعت على تصريحه الجليّ بأن "الفلسطينيين يعيشون في نظام فصل عنصري"، مثل المؤرخ الإسرائيلي الشهير بيني موريس، ورئيس البرلمان الإسرائيلي السابق، أفراهام بورغ.
فيما يأتي هذا الخطاب المفتوح، الذي جمع أكثر من 1500 توقيع منذ نشره قبل أسبوع، وسط مظاهرات حاشدة في إسرائيل احتجاجاً على تشريعات نتنياهو الهادفة لإضعاف سلطة القضاء.
بينما حظي المتظاهرون الإسرائيليون بدعم عدد من كبرى المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، التي انتقدت التغييرات القانونية واعتبرت هدفها مساعدة نتنياهو على التهرب من الملاحقة القضائية بتهمة الفساد، ومعاونة أعضاء اليمين في حكومته على إضعاف الحقوق الفردية، وخاصة للنساء والعرب والعلمانيين أو اليهود الليبراليين.
ضم الأراضي والتطهير العرقي
لكن الخطاب قال إن قادة اليهود الأمريكيين فاتهم إدانة "الهدف الأكبر" للتعديل القضائي وهو "ضم المزيد من الأراضي والتطهير العرقي لجميع الأراضي الواقعة تحت الحكم الإسرائيلي من سكانها الفلسطينيين".
جاء في الخطاب: "كان اليهود الأمريكيون دوماً في طليعة قضايا العدالة الاجتماعية، من المساواة العرقية إلى حقوق الإجهاض، لكنهم لم يولوا اهتماماً كافياً للحقيقة الواضحة: الاحتلال الإسرائيلي الطويل الذي… أثمر نظام فصل عنصري".
كما يحث الخطاب المفتوح "قادة يهود أمريكا الشمالية" على دعم حركة الاحتجاج الإسرائيلية وتبني المساواة للفلسطينيين "المحرومين من جميع الحقوق الأساسية تقريباً، بما يشمل الحق في التصويت والاحتجاج".
جاء في الخطاب أيضاً: "لا يمكن أن توجد ديمقراطية لليهود في إسرائيل طالما يعيش الفلسطينيون في ظل نظام فصل عنصري، مثلما وصفه خبراء قانونيون إسرائيليون".
انتقاد توجهات الحكومة المتطرفة
من بين الموقعين على الخطاب إسرائيليون وفلسطينيون وأكاديميون يهود أمريكيون وزعماء دينيون وموسيقيون ومحامون. وجاء فيه: "المشكلات لم تبدأ مع الحكومة المتطرفة الحالية: فالعنصرية اليهودية تنمو منذ سنوات ومُرر قانون الدولة القومية لعام 2018 ليحميها".
كما طالب الخطاب الجماعات اليهودية الأمريكية بـ "دعم المنظمات الحقوقية التي تدعم حقوق الفلسطينيين"، ودعم إصلاح نظام التعليم الإسرائيلي "للخروج بتقييم أكثر صدقاً لماضي إسرائيل وحاضرها".
فيما قال إن عليها أيضاً "مطالبة القادة المنتخبين في الولايات المتحدة بالمساعدة في إنهاء الاحتلال، وتقييد استخدام المساعدات العسكرية الأمريكية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى". ويضيف الخطاب: "لا مزيد من الصمت. لقد حان وقت العمل".
بينما نشرت مجموعة أخرى من الإسرائيليين، من بينهم اثنان من قادة الجيش السابقين، ومدير سابق للاستخبارات العسكرية وعضو سابق في البرلمان، إعلان في صحيفة The New York Times يوم الأحد 13 أغسطس/آب تحذر فيه منظمة المؤتمر اليهودي العالمي في أمريكا من "تضليل" نتنياهو لها.