قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إن إسرائيل لا تعارض تطوير السعودية برنامجاً نووياً سلمياً على غرار مصر والإمارات كجزء من تطبيع العلاقات بينهما، بحسب قناة i24 الإسرائيلية، الإثنين 14 أغسطس/آب 2023.
إذ أوضح هنغبي حول الطلب السعودي لتطوير برنامج نووي في إطار الاتفاق: "يوجد برنامج نووي مدني في مصر وفي دولة الإمارات. إسرائيل في هذه المرحلة تعول على الولايات المتحدة لمنع الانزلاق إلى سلاح نووي".
وجاءت تصريحات هنغبي بعد نفي الولايات المتحدة التقرير عن إحراز تقدم خلال مباحثات أمريكية سعودية للتطبيع بين السعودية وإسرائيل.
كما أضاف: "البيت الأبيض يسارع بنفي التقرير عن التطبيع، وهو محقّ في ذلك. الأمور ليست على وشك التوقيع، لكن بالتأكيد يوجد تقدم كبير في المحادثات بين الولايات المتحدة والسعودية".
وتطرق هنغبي إلى التقارير، الأسبوع الماضي، حول الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها بين الولايات المتحدة والسعودية نحو اتفاق يمهد لاعتراف السعودية بإسرائيل، ونفي الولايات المتحدة هذه التقارير، وقال إنه رغم النفي الأمريكي فإنه يوجد تقدم كبير في المفاوضات.
وكان التقرير الذي نفاه البيت الأبيض لاحقاً ذكر أن السعودية والولايات المتحدة اتفقتا على أن يشمل الاتفاق حزمة من المزايا والفوائد للفلسطينيين من جانب إسرائيل. وفي المقابل، افق الأمريكيون على منح ضمانات أمنية للسعودية، لم يتم نشر تفاصيلها.
يشار إلى أن السعودية، بحسب تقارير صحفية، طلبت من الولايات المتحدة "تحالفاً دفاعياً" شبيهاً بحلف الناتو في أوروبا، كما التزمت الولايات المتحدة، بموجب التقرير، للسعودية بإقامة "بنية نووية مدنية"، وهو أمر عارضته إسرائيل في البداية.
يذكر أن هنغبي أكد في تصريحات سابقة، أن تل أبيب ليست مستعدة لتقديم "تنازلات ذات مغزى" وفق الشروط المسبقة التي وضعتها الرياض من أجل ضمان حصول تقارب مع إسرائيل.
"سباق تسلح نووي"
والأحد، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية بالشكل المطروح يقود لـ"سباق تسلح نووي" في الشرق الأوسط، ويعرّض وجود بلاده "للخطر"، لا سيما أن جزءاً من الاتفاق يسمح للمملكة بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.
جاء ذلك في مقابلة مع إذاعة 103FM التابعة لصحيفة "معاريف" العبرية، بثتها صباح الأحد، على وقع تقارير إسرائيلية تفيد باشتراط السعودية إقامة محطة مدنية للطاقة النووية، لتطبيع العلاقات مع تل أبيب بوساطة أمريكية، فيما لم يصدر على الفور عن الرياض تعليق على تلك التقارير.
غير أن السعودية اشترطت في أكثر من مناسبة، حل القضية الفلسطينية أولاً، قبل أي عمليات تطبيع مع إسرائيل.
رئيس المعارضة الإسرائيلية أوضح أن مشكلة الاتفاق مع السعودية بأن جزءاً منه يسمح بتخصيب اليورانيوم على التراب السعودي، ولا يمكن لإسرائيل الموافقة على ذلك بأي حال من الأحوال.
السعودية قلقة بشأن تطبيع كامل مع تل أبيب
يأتي ذلك بينما يشعر المسؤولون في السعودية بقلق بشأن موضوع التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل، أو إجراء اتفاق مع الحكومة الحالية المتشددة، وفق ما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير لها، الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023، وأوضحت أن موقف الرياض يأتي رغم ترويج أمريكا لاتفاق مع الرياض بشأن التطبيع.
الصحيفة قالت إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عبّر لمستشاريه عن "عدم استعداده للتطبيع مع إسرائيل بشكل كامل، وإنه ليس حريصاً على التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المتشددة الحالية، التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، بحسب ما نقلته عن تحليل نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
فيما نوه مسؤولون أمريكيون إلى أن أسلوبهم في تحقيق تقارب بين المملكة وإسرائيل لا يعتمد على نهج "تحقيق كل الشروط أو انعدام الاتفاق"، وأنهم يركزون على خطوات مؤقتة لتحقيق التقارب نحو التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل.