دعا مؤتمر إسلامي عقد بمكة المكرمة غربي السعودية، إلى ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، بينما جاء تحذيره من تداعيات تكرار حوادث حرق المصحف الشريف، تزامناً مع اعتداء جديد على القرآن الكريم أمام مبنى البرلمان في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وبحسب البيان الختامي للمؤتمر الصادر، الإثنين 14 أغسطس/آب 2023، عن مؤتمر التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم، فقد تناول المؤتمر الذي استمر لمدة يومين سبعة محاور رئيسة، منها "الوسطية والاعتدال وجهود حماية المجتمع من الإلحاد والانحلال"، وفق البيان الختامي.
والأحد، انطلقت في مكة المكرمة، فعاليات المؤتمر بمشاركة 150 عالماً ومفتياً ورؤساء مراكز وجمعيات إسلامية من 85 دولة.
كما أكد البيان "المزيد من التواصل وتعميق الشراكات بين إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم، بما يحقق وحدة الصف واجتماع الكلمة بين المسلمين وترسيخ منهج الوسطية".
البيان الختامي استنكر الأعمال البغيضة والمتكررة بشأن حرق نسخ من المصحف الشريف، مؤكداً أن "مثل هذه الأفعال الشنيعة تحرض على الكراهية والإقصاء والعنصرية وتتناقض مع القيم الإنسانية المشتركة".
ومؤخراً، تصاعدت حملات الإساءة إلى القرآن الكريم في كل من السويد والدنمارك، أحدثها قبل يومين أمام سفارتي تركيا والعراق لدى كوبنهاغن، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل ضد البلدين لسماحهما بمثل هذه الاستفزازات.
اعتداء جديد على المصحف
ويأتي البيان الختامي تزامناً مع إقدم المواطن العراقي المقيم في السويد سلوان موميكا، الإثنين، مجدداً على حرق نسخة من القرآن الكريم أمام مقر البرلمان السويدي بالعاصمة ستوكهولم.
كما قام "موميكا" بالدوس على القرآن الكريم، رغم ردود الفعل الغاضبة من قبل المحيطين به، وذلك وسط تدابير أمنية من قبل عناصر الشرطة.
وتلفظ موميكا بكلمات مسيئة للقرآن والإسلام ومسح حذاءه بورقة عليها صورة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وزعيم تيار الصدر العراقي مقتدى الصدر.
وأكد أنه سيستمر في حرق نسخ القرآن الكريم إلى حين حظر الدين الإسلامي في السويد، وسانده في ذلك مواطن عراقي آخر يُدعى "سلوان نجم".
وسبق لموميكا أن نفذ اعتداءات مشابهة على القرآن خلال العام الجاري، وتكررت مثل هذه الحوادث مؤخراً في السويد والدنمارك من قبل يمينيين متطرفين أمام سفارات دول إسلامية، ما أثار ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة رسمياً وشعبياً، بخلاف استدعاءات رسمية لدبلوماسيي الدولتين في أكثر من دولة عربية.
وفي 26 يوليو/تموز الجاري، تبنَّت الأمم المتحدة قراراً بتوافق الآراء، صاغه المغرب، يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة، باعتبارها انتهاكاً للقانون الدولي.