تعهد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، بعدم السماح لأي دولة بفتح ممثلية دبلوماسية بالقدس الشرقية تكون تابعة للسلطة الفلسطينية، وذلك على خلفية تسلم فلسطين، السبت 12 أغسطس/آب 2023، نسخة من اعتماد أول سفير للمملكة العربية السعودية، غير مقيم لديها، وهذه أول مرة تعيّن فيها السعودية سفيراً لها في القدس.
جاء ذلك في مقابلة لكوهين مع إذاعة 103fm التابعة لصحيفة "معاريف" العبرية، بثتها صباح الأحد 13 أغسطس/آب 2023.
كوهين قال "إنهم (السعوديين) لم ينسقوا معنا ولا يحتاجون إلى التنسيق معنا، لن نسمح بفتح أي ممثلية دبلوماسية للفلسطينيين بشكل فعلي من نوع أو آخر بالقدس".
اعتبر كوهين أن الخطوة التي أقدم عليها السعوديون هي "بمثابة رسالة للفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم، على خلفية التقدم في مفاوضات التطبيع بين الرياض وتل أبيب"، وفق تعبيره، مضيفاً "لا نسمح للدول بفتح قنصليات (بالقدس) هذا لا يناسبنا".
أضاف كوهين أن "القضية الفلسطينية ليست القضية الرئيسية في المحادثات (…) لقد تمكن حزب الليكود بقيادة (بنيامين) نتنياهو من جلب اتفاقيات السلام السابقة (مع الإمارات والبحرين والمغرب)، وأثبتنا أن الفلسطينيين ليسوا عائقاً أمام السلام، هذا ليس الأمر الذي سيمنع (توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية)"، بحسب قوله.
مضى كوهين بقوله إن "الأمر معقد، ولكنه ممكن، ما يهم في النهاية هو المصالح. مصلحة السعودية لا تقل عن مصلحة إسرائيل، يدور الحديث عن نافذة زمنية تتراوح من 9 إلى 12 شهراً، بعدها ستنجرف الولايات المتحدة إلى المعركة الانتخابية"، في إشارة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
من جانبها، لم تُصدر السعودية تعقيباً رسمياً على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي حتى الساعة 10:22 (بتوقيت غرينتش).
والسبت 11 أغسطس/آب 2023، قالت الوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا"، إن "مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، تسلّم نسخة من أوراق اعتماد السفير نايف السديري، سفيراً مفوضاً وفوق العادة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاماً للمملكة في القدس".
أفادت الوكالة أيضاً أنه "سيتم تسليم أوراق الاعتماد الأصلية لرئيس دولة فلسطين محمود عباس، في القريب العاجل"، وبذلك سيكون السفير نايف بن بندر السديري أول سفير للمملكة لدى السلطة الفلسطينية.
يأتي هذا فيما تزايدت في الآونة الأخيرة التصريحات الإسرائيلية الرسمية بشأن مفاوضات لتطبيع العلاقات مع السعودية بوساطة أمريكية، غير أن السعودية اشترطت في أكثر من مناسبة حل القضية الفلسطينية أولاً، قبل أي عمليات تطبيع مع إسرائيل.
من جانبهم، يشعر المسؤولون في السعودية بقلق بشأن موضوع التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل، أو إجراء اتفاق مع الحكومة الحالية المتشددة، وفق ما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير لها، الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023، وأوضحت أن موقف الرياض يأتي رغم ترويج أمريكا لاتفاق مع الرياض بشأن التطبيع.
الصحيفة قالت إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عبّر لمستشاريه عن "عدم استعداده التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل، وأنه ليس حريصاً على التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المتشددة الحالية، التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، بحسب ما نقلته عن تحليل نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
فيما نوه مسؤولون أمريكيون إلى أن أسلوبهم في تحقيق تقارب بين المملكة وإسرائيل لا يعتمد على نهج "تحقيق كل الشروط أو انعدام الاتفاق"، وأنهم يركزون على خطوات مؤقتة لتحقيق التقارب نحو التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل.