قُتل شخصان، مساء الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023، في اشتباكات بين أعضاء بجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة وسكان بلدة مسيحية، بعدما أكدت الأمر مصادر أمنية لوكالة رويترز، فيما طالب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الجميع بالتحلي بالهدوء والحكمة.
حيث قال مصدران أمنيان لـ"رويترز"، إن شخصين قُتلا في اشتباكات وقعت بالقرب من بلدة الكحالة الجبلية، بعد أن حاصر سكانٌ شاحنة انقلبت، فيما قال مصدر إن الجيش اللبناني طوّق الشاحنة التي لم يُعرف محتواها.
وتسيطر أجواء من التوتر على منطقة الكحالة عقب الحادثة، فيما قالت مصادر محلية إن الجيش يضرب طوقاً أمنياً في المكان وتحديداً في نطاق الشاحنة.
وقالت مصادر أمنية إن عضواً في جماعة حزب الله وأحد سكان البلدة قُتلا في الاشتباك الذي وقع على بعد 12 كيلومتراً تقريباً جنوب شرقي بيروت، وتبادل الجانبان الاتهامات بإشعال فتيل الاشتباك الدامي.
وهذه أخطر مواجهة بين حزب الله وخصومه اللبنانيين منذ اشتباكات دامية وقعت في بيروت قبل نحو عامين، مما يهدد بتفاقم التوتر الطائفي في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية عميقة.
حيث اتهم نواب محليون من القوات اللبنانية، وهو حزب مسيحي معارض لحزب الله، الجماعة بنقل أسلحة في الشاحنة.
وقال حزب الله إن الشاحنة تابعة له واتهم "ميليشيات" في المنطقة بمهاجمة طاقمها، قائلاً إن أحد الرجال "الموكلين بحماية الشاحنة" أصيب قبل أن يُتوفى لاحقاً. وأضاف في بيان، أن تبادلاً لإطلاق النار وقع مع "المسلحين المعتدين". ولم يأت على ذكر حمولة الشاحنة.
واتهم المكتب المحلي لحزب القوات اللبنانية "مسلحين" كانوا يرافقون الشاحنة بإطلاق النار على المدنيين، مما أدى إلى مقتل رجل قالت المصادر إنه مسيحي من سكان الكحالة يدعى فادي البجاني (64 عاماً).
وتعرف ابنه يوسف عليه، وقال لـ"رويترز"، إن الاثنين حاولا الاقتراب من الشاحنة بعد انقلابها.
وتابع لـ"رويترز": "كنا على بعد شي متر بس ما قدرنا نشوف شو فيه بالشاحنة. كان في ثلاثة على القليلة (الأقل) كانوا عم يقوسوا (يطلقوا النار) عليها- اثنان مع رشاشات، واحد معه فرد. بيي (أبي) وقع على الأرض وما قدرت أوصله، ولما وصلت بعد ثلاث دقايق كان مات وما كان عم يتنفس".
كانت الشاحنة قد انقلبت على منحدر بالقرب من الكحالة على الطريق الرئيسي بين العاصمة السورية دمشق وبيروت. وسرعان ما أغلق السكان الطريق حولها.
واتهم نزيه متى، النائب عن المنطقة من القوات اللبنانية، حزب الله بنقل أسلحة إلى بيروت على متن الشاحنة. وقال متى في تصريحات تلفزيونية: "انقتل شخص من الكحالة… هذا غير مقبول بشكل قاطع".
وقال عبدو أبو خليل، المسؤول في الكحالة، إن السكان أغلقوا الطريق الرئيسي احتجاجاً، وبثت قناتا الجديد وإم.تي.في اللبنانيتان لقطات لرجال يرتدون ملابس مدنية ويطلقون النار في الشارع.
وعرضت القناتان في وقت لاحق، لقطات لقوات الجيش اللبناني وهي منتشرة حول الشاحنة عند حلول الظلام، بينما كانت رافعة تعمل على إزالة صناديق خشبية منها.
ولم تكن محتويات الشاحنة ظاهرة، لكن مجموعات كبيرة من السكان ما زالت تتجمع حولها.
من جانبه، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنه يتابع مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، ملابسات الحادثة، مطالباً بالإسراع في التحقيقات الجارية لكشف الملابسات الكاملة لما حصل، بالتوازي مع اتخاذ الإجراءات الميدانية المطلوبة لضبط الوضع.
ودعا ميقاتي الجميع إلى "التحلي بالحكمة والهدوء، وعدم الانجرار وراء الانفعالات، وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية"، مؤكداً أن "الجيش مستمر في جهوده لإعادة ضبط الوضع، ومنع تطور الأمور بشكل سلبي".
وقبل عامين، قُتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص في اشتباكات في أعقاب مسيرة نظمها حزب الله وحليفته الشيعية حركة أمل ضد قاضٍ يحقق في انفجار ميناء بيروت عام 2020. ونفى قائد القوات اللبنانية سمير جعجع حينها مزاعم الطرفين بأن مسلحين موالين لحزبه استهدفوهم بنيران قناصة.