شخصيات بارزة من عهد البشير تستعيد نفوذها في السودان.. ميدل إيست آي: منقسمة بين الجيش وقوات الدعم السريع

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/08 الساعة 11:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/08 الساعة 11:15 بتوقيت غرينتش
رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان-ومحمد حمدان دقلوا قائد قوات الدعم السريع/عربي بوست

يتنامى نفوذ شخصيات كانت بارزة في حكومة الرئيس السوداني السابق عمر البشير والحركات المرتبطة بها في السودان، في الوقت الذي تتبنى فيه الحركات السياسية الرئيسية في البلاد مواقف مختلفة في الحرب التي شهدت نزوح 3.5 مليون شخص منذ 15 أبريل/نيسان، حين اندلع القتال في الخرطوم، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.

إذ يصطف ساسة مرتبطون بالإخوان المسلمين، والحركة الإسلامية السياسية الانتقالية الوطنية، وشخصيات بارزة من حزب المؤتمر الوطني الحاكم السابق، الذي حُظر رسمياً في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 بعد الإطاحة بالبشير من السلطة في أبريل/نيسان من ذلك العام، خلف القوات المسلحة السودانية.

وفي الوقت نفسه، اتُّهم قادة تحالف قوى الحرية والتغيير الداعم للديمقراطية بالوقوف إلى جانب قوات الدعم السريع، التي تصور نفسها، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، على أنها حامية للديمقراطية في خطابها العام.

وقال مصدران منفصلان مقربان من التحالف السياسي المدني لموقع Middle East Eye إن بعض شخصيات قوى الحرية والتغيير تعتقد أن قوات الدعم السريع هي أفضل أمل لها في تولي السلطة في السودان.

السودان الجيش السوداني الدعم السريع
تظاهرات في العاصمة السودانية الخرطوم تطالب بعودة الحكم المدني/ الأناضول

حرب خطابات في السودان 

ويخوض الطرفان حرب خطابات، سعياً لإثبات أن روايته للأحداث هي الحقيقة، فكان الحضور المزعوم لشخصيات من الحركة الإسلامية السودانية داخل صفوف الجيش سمة رئيسية لدعاية قوات الدعم السريع، وقال أحد مستشاريها لموقع Middle East Eye إن الجيش شكّل "تحالفاً مع داعش والكتائب الإسلامية"، على حد قوله.

ورُبط الجيش أيضاً بدولة البشير العميقة، والذي حكم السودان من عام 1989 إلى عام 2019، بعد وصوله إلى السلطة في انقلاب مدعوم من الجبهة الإسلامية القومية السودانية، وهي حركة النهضة الإسلامية التي سبقت حزب المؤتمر الوطني.

وتدرك قوات الدعم السريع أن العديد من السودانيين يؤمنون بأن النظام القديم لم يختفِ فعلياً، وأن رجال البشير ومن يدعمهم كانوا ينتظرون طريقة للعودة إلى السلطة، ففي خطاب نشرته قوات الدعم السريع على صفحتها في الشبكات الاجتماعية الأسبوع الماضي، قال زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، لقواته، إن عدوهم تقوده "الدولة العميقة والإسلاميون".

وقال حميدتي إن الجيش يعمل تحت إمرة أحمد هارون وعلي أحمد كرتي وأسامة عبد الله وغيرهم من الإسلاميين، وهؤلاء الثلاثة من أبرز الشخصيات في عهد البشير.

شخصيات بارزة تعود للأضواء بالسودان

وتقف بين الطرفين المتحاربين لجان المقاومة، وهي الجماعات الديمقراطية الشعبية التي قادت الحركة الثورية المستمرة في السودان، والتي كانت جزءاً لا يتجزأ من الإطاحة بالبشير عام 2019.

وتعارض هذه اللجان بشدة قوات الدعم السريع، لكنها لا تدعم الجيش أيضاً. وهي لا تدعو إلى حل قوات الدعم السريع فقط، وإنما أيضاً إلى إصلاح واسع النطاق داخل قيادة الجيش وعودته إلى الثكنات.

وعادت شخصيات بارزة في حزب المؤتمر الوطني، المحظور الآن، إلى الظهور في أنحاء البلاد، وتحديداً في ولايتي كسلا والقضارف في شرق السودان. وقال شهود عيان لموقع Middle East Eye إن وجودهم يؤجج الموقف.

فيما أصدرت السلطات في كسلا مذكرة توقيف بحق قادة هاربين، من ضمنهم أحمد هارون، الوزير في حكومة البشير والحاكم السابق لولايتي جنوب وشمال كردفان.

وهارون، الذي كان يرأس حزب المؤتمر الوطني، مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وفي أيام الفوضى التي أعقبت اندلاع الحرب، أُطلق سراحه مع آلاف آخرين من سجن كوبر بالخرطوم.

السودان قوات الدعم السريع الجيش السوادني
الفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع السودانية/رويترز، أرشيفية

وكان من ضمن الشخصيات التي ذكرها دقلو في خطابه أيضاً علي أحمد كرتي، وزير الخارجية في عهد البشير، وأحد أغنى الرجال في السودان، والزعيم السابق للحركة السياسية الإسلامية في البلاد.

ويُعتقد أن كرتي، قائد قوات الدفاع الشعبي شبه النظامية في التسعينيات، قد استعاد بعض نفوذه حتى قبل بدء الحرب، ويقال الآن إنه يستفيد إلى أقصى حد من الفرص التي أوجدها ضباب الحرب.

أما على جانب قوات الدعم السريع، فتعرضت قوى الحرية والتغيير لانتقادات من لجان المقاومة ومن القادة المرتبطين بحزب المؤتمر الوطني، حيث اتهم كلاهما القادة المدنيين بالانحياز إلى قوات الدعم السريع.

وقد شكلت قوى الحرية والتغيير "جبهة مدنية" للدعوة لإنهاء الحرب، لكن مصادر في لجان المقاومة قالت إنه توجد دلائل على أن قوى الحرية والتغيير تدعم قوات الدعم السريع، لأن التحالف المدني لا يدين بوضوح الانتهاكات التي ترتكبها، أو على الأقل يساوي بين الطرفين.

واتهم رعد إبراهيم، المتحدث باسم لجان المقاومة، قوى الحرية والتغيير بالتحالف مع قوات الدعم السريع وإضفاء الشرعية عليها من خلال دعوتها إلى تسوية سياسية قبل الحرب وبعدها.

ومن جانبها، قالت قوى الحرية والتغيير في بيان صحفي عقب اجتماع لأطراف مختلفة في القاهرة: "نحن ضد الضربات الجوية التي تشنها القوات المسلحة السودانية، وفي الوقت نفسه ندين نهب المنازل وغيرها من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع".

تحميل المزيد