أعلنت فرنسا، الأحد 6 أغسطس/آب 2023، عن تعليقها لمساعداتها التنموية وتلك المتعلقة بدعم الميزانية المخصصة لبوركينا فاسو، وذلك على خلفية موقفها الرافض لأي تدخل عسكري ضد القادة العسكريين الذين نفذوا الانقلاب في النيجر، والذي أطاح بحكم رئيس البلاد محمد بازوم حليف باريس.
جاء ذلك بحسب ما أورده بيان للخارجية الفرنسية. وكانت بوركينا فاسو، ومالي قد قالتا قبل أيام إن أي تدخل عسكري ضد قادة الانقلاب في النيجر سيكون بمثابة "إعلان حرب".
موقف بوركينا فاسو ومالي الرافض للتدخل بالنيجر جاء بعدما أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا (إكواس) أنها أعدت خطط عسكرية لاحتمال تدخل عسكري لإنهاء الانقلاب في النيجر.
كانت وزارة الخارجية الفرنسية، قد أكدت يوم السبت 5 أغسطس/آب 2023، أن فرنسا تدعم بـ"ثبات وحزم" جهود "إكواس" لإعادة بازوم إلى السلطة، ولم تحدد فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، ما إذا كان دعمها سيشمل دعماً عسكرياً لتدخل "إيكواس" في النيجر.
في 26 يوليو/تموز 2023، قاد رئيس وحدة الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني انقلاباً عسكرياً أطاح بالرئيس بازوم المحتجز بالقصر الرئاسي منذ ذلك الحين، ما قوبل باستنكار دولي ودعوات لإعادة أول رئيس منتخب ديمقراطياً للبلاد إلى منصبه، وأعلن قادة الانقلاب في النيجر عن مواقف مناهضة لفرنسا عقب وصولهم إلى السلطة.
كانت "إيكواس" قد منحت الانقلابيين، يوم 30 يوليو/تموز 2023، مهلة لـ7 أيام من أجل الإفراج عن الرئيس بازوم وإعادته للحكم، وانتهت المهلة بعد منتصف ليل الأحد 7 أغسطس/آب 2023.
مع انتهاء المهلة حبست عاصمة النيجر نيامي أنفاسها خشية من حدوث تدخل عسكري في البلاد، وتشكل العاصمة معقلاً لمعارضي الرئيس بازوم، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأعلن قادة الانقلاب في النيجر، أمس الأحد، عن إغلاق المجال الجوي للبلاد، مع انتهاء المهلة التي حددتها "إيكواس"، وجاء في بيان للعسكريين أنه "في مواجهة التهديد بالتدخل الذي بدأت تتّضح معالمه انطلاقاً من استعدادات البلدان المجاورة، أغلق المجال الجوي للنيجر اعتباراً من اليوم الأحد (…) أمام جميع الطائرات وحتى إشعار آخر".
أضاف البيان أن أية محاولة لخرق المجال الجوي ستواجه "برد قوي وفوري"، وفي بيان منفصل قال "المجلس الوطني لحماية الوطن" الحاكم الآن، والذي يضم العسكريين الذين استولوا على السلطة، إن "انتشاراً مسبقاً استعداداً للتدخل جرى في بلدين في وسط إفريقيا"، من دون تحديد هذين البلدين.
كان نحو 30 ألفاً من مؤيدي الانقلاب احتشدوا في العاصمة نيامي، أمس الأحد، في عرض قوة قبل ساعات من انتهاء المهلة، ملوحين بأعلام النيجر وروسيا وبوركينا فاسو، وردد شاب: "اليوم هو يوم استقلالنا الحقيقي"، فيما هتف الحشد: "تسقط فرنسا، تسقط إكواس".
كذلك وصل أعضاء من "المجلس الوطني لحماية الوطن" إلى الملعب في قافلة سيارات رباعية الدفع واستقبلهم الحشد بحرارة، وكان المجلس العسكري في النيجر قد ندد بالتدخل الخارجي وقال إنه سيقاوم أي اعتداء.
يُشار إلى أن النيجر تتمتع بأهمية استراتيجية للولايات المتحدة والصين وأوروبا وروسيا؛ نظراً لثرواتها من اليورانيوم والنفط ودورها المحوري في التصدي لمتمردين متشددين في منطقة الساحل.