الصين تدعو رعاياها لمغادرة النيجر.. ترقب لتحرك “إيكواس”، ودولتان إفريقيتان مستعدتان للقتال مع الانقلابيين

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/07 الساعة 11:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/07 الساعة 11:04 بتوقيت غرينتش
أعضاء من المجلس العسكري في النيجر - رويترز

دعت السفارة الصينية في النيجر، الإثنين 7 يوليو/تموز 2023، الرعايا الصينيين في الدولة الواقعة بغرب إفريقيا إلى مغادرتها، وذلك في وقت تترقب فيه النيجر رداً من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) التي حددت مهلة انتهت يوم أمس الأحد لإنهاء الانقلاب في النيجر، ملوّحة بتدخل عسكري، فيما أبدت دولتان إفريقيتان استعدادهما للدفاع عن نيامي.

في بيان لها، دعت السفارة الصينية رعاياها بالنيجر إلى مغادرتها إلى دولة ثالثة، أو العودة إلى بلادهم إذا لم يكن هنالك داعٍ للبقاء، وأضافت أن "على الأشخاص الذين يخططون لزيارة النيجر قريباً عدم السفر ما لم يكونوا مضطرين لذلك".

تأتي دعوة الصين إلى رعاياها بعد يوم من انقضاء المهلة التي حددتها مجموعة "إيكواس" لقادة الانقلاب من أجل إعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، وتترقب النيجر الخطوة التالية التي ستقدم عليها المجموعة.

"إيكواس" قالت إنها ستصدر بياناً حول خطواتها التالية، رداً على رفض المجلس العسكري في النيجر الانصياع للضغوط الخارجية للتنحي بحلول أمس الأحد.

كانت المجموعة قد اتخذت موقفاً متشدداً حيال الانقلاب الذي وقع في 26 يوليو/تموز 2023، وهو السابع الذي تشهده المنطقة خلال ثلاث سنوات؛ ونظراً لثروات النيجر من اليورانيوم والنفط ودورها المحوري في حرب دائرة مع متشددين، تحظى الدولة أيضاً بأهمية بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا.

من شأن تصعيد المواجهة مع "إيكواس" أن يفاقم الاضطرابات في واحدة من أفقر مناطق العالم، والتي تعاني من أزمة جوع، وتكافح لإنهاء أعمال عنف أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على النزوح.

إضافة لذلك، فإن الأمور قد تتعقد أكثر لاسيما مع تعهد من المجلسين العسكريين الحاكمين في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين بالدفاع عن النيجر إذا لزم الأمر، وقال جيش مالي اليوم الإثنين على وسائل التواصل الاجتماعي إن البلدين يرسلان وفوداً إلى نيامي لإبداء الدعم.

ورداً على موقف بوركينا فاسو الرافض لأي تدخل عسكري في النيجر، أعلنت فرنسا عن تعليقها لمساعداتها التنموية وتلك المتعلقة بدعم الميزانية لهذه الدولة الإفريقية.

كانت وزارة الخارجية الفرنسية، قد أكدت يوم السبت 5 أغسطس/آب 2023، أن فرنسا تدعم بـ"ثبات وحزم" جهود "إيكواس" لإعادة بازوم إلى السلطة، ولم تحدد فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، ما إذا كان دعمها سيشمل دعماً عسكرياً لتدخل "إيكواس" في النيجر.

من جانبهم، اتخذ قادة الانقلاب في النيجر مواقف واضحة ومناهضة لفرنسا بمجرد وصولهم إلى السلطة، كما اتخذوا إجراءات استعدادية لأي تدخل عسكري مُحتمل، بدءاً من نشر شبان في الشوارع لرصد "تحركات غير مشبوهة"، وصولاً إلى إعلان المجلس العسكري الحاكم، أمس الأحد، عن إغلاق المجال الجوي للنيجر حتى إشعار آخر، وقال المجلس إنه ينشر قواته استعدادا لمواجهة أي تدخل.

آمال معلقة على الدبلوماسية

على الرغم من احتمال حدوث صدام عسكري في النيجر، إلا أن الآمال تبقى معلقة على التوصل إلى حل عن طريق الدبلوماسية، وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في مقابلة نُشرت اليوم الاثنين 7 أغسطس/آب 2023، إن على "إيكواس" تمديد مهلة إعادة بازوم إلى منصبه.

أضاف تاياني، في تصريح لصحيفة "لاستامبا"، أن "السبيل الوحيد هو الدبلوماسية. أتمنى تمديد مهلة إيكواس، التي انتهت الليلة الماضية في منتصف الليل"، ومضى قائلاً: "يتعين في الحقيقة إطلاق سراح (بازوم) لكن لا يمكننا فعل ذلك. الولايات المتحدة حذرة للغاية بهذا الشأن ولا يمكن تصور أنها ستبدأ تدخلاً عسكرياً في النيجر".

كانت إيطاليا قد قالت أمس الأحد إنها خفّضت عدد قواتها في النيجر، لإفساح مكان في قاعدتها العسكرية للمدنيين الإيطاليين الذين قد يحتاجون إلى الحماية إذا تدهور الوضع الأمني.

يُذكر أن الرئيس النيجيري المعزول بازوم، كتب في مقالة رأي نشرت في الأسبوع الماضي أنه محتجز كرهينة، ودعا الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى استعادة النظام الدستوري.

يُشار إلى أن النيجر تتمتع بأهمية استراتيجية للولايات المتحدة والصين وأوروبا وروسيا؛ نظراً لثرواتها من اليورانيوم والنفط ودورها المحوري في التصدي لمتمردين متشددين في منطقة الساحل.

تحميل المزيد