يتوقع المسؤولون الأمنيون في إسرائيل، سيناريو "حرب معقدة" مع "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران، وقالوا إن إسرائيل قد تواجه آلاف الصواريخ في اليوم الواحد، مشككين في ذات الوقت بقدرة "القبة الحديدية" على اعتراض الصواريخ المتوجهة إلى المناطق المحتلة.
موقع "I24 News" الإسرائيلي، قال الإثنين 7 أغسطس/آب 2023، إن توقع المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بحدوث حرب، يأتي بعد مواجهة زيادة الحوادث على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.
نقل الموقع عن صحيفة "إسرائيل هيوم"، قولها، إنه لا يستبعد المسؤولون إمكانية مشاركة الفصائل في غزة والضفة الغربية أيضاً في القتال؛ "مما يعرض إسرائيل لتهديدات متعددة"، وأضافوا أنهم "يخشون بشكل خاص أعمال الشغب داخل المجتمع العربي الإسرائيلي، وهو السيناريو الذي يعتبرونه الأكثر رعباً".
يتوقع المسؤولون أنه في الأيام الأولى للقتال، قد تواجه إسرائيل حوالي 6000 صاروخ، قبل أن ينخفض هذا العدد تدريجياً إلى ما بين 1500 و 2000 صاروخ في اليوم، فيما يعتقد خبراء أمنيون أن نظام اعتراض "القبة الحديدية" الذي يمتلكه الجيش الإسرائيلي، "لن يكون قادراً على تحييد نسبة عالية من الصواريخ كما حدث في الاشتباكات السابقة في جنوب البلاد".
يُشير الموقع الإسرائيلي إلى أنه اعتماداً على الحجم المتوقع لإطلاق الصواريخ ، "يتوقع السيناريو الحالي أن تؤدي حملة مشتركة بقيادة حزب الله إلى مقتل حوالي 500 مدني إسرائيلي وإصابة آلاف آخرين على الجبهة الداخلية"، مضيفاً: "أكثر ما يقلق مسؤولي الدفاع هو التحسن المستمر في دقة القدرات الباليستية لأعداء إسرائيل".
إضافة لذلك، يشير المسؤولون في إسرائيل إلى الفعالية الواضحة للطائرات بدون طيار خلال الحرب في أوكرانيا، "ولا يستبعدون أن حزب الله أو إيران أو حلفاءهما يمكن أن يلحقوا أضراراً بالمنشآت الاستراتيجية في إسرائيل؛ مثل محطات الطاقة".
في حال حدوث هذا السيناريو، فإن ذلك سيتسبب في انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات أو حتى أيام؛ مما يغرق إسرائيل في الظلام لمدة 24 إلى 72 ساعة.
ويكمُن الخوف الرئيسي في توجيه ضربة لمحطات الطاقة، الأمر الذي من شأنه أن يضر بشكل خطير بقدرة إسرائيل على توليد الكهرباء، وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن "المسؤولين يدركون أن الاستجابة لهذا التحدي لا تزال بعيدة عن الكمال".
لذلك يعرب المسؤولون عن "عزمهم تعزيز الدفاع عن هذه المواقع من خلال إضافة بطارية القبة الحديدية وغيرها من الوسائل، مع سياسة اعتراض صارمة".
يأتي هذا فيما قدّر مسؤولون في الجيش الإسرائيلي أن احتمالية الحرب مع "حزب الله" هي الأعلى منذ عام 2006، وذلك في ضوء توترات يعيشها جنوب لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل، بسبب تشييد الجيش الإسرائيلي سياجاً شائكاً وجداراً إسمنتياً في محيط الجزء اللبناني من قرية الغجر المتداخلة جغرافياً بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة.
في هذا الصدد، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإثنين 31 يوليو/تموز 2023، إن المسؤولين العسكريين "يشعرون بالقلق من أن الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله يدرك الضعف الإسرائيلي وسط الاحتجاجات على التشريعات القضائية، وقد يختبر صبر الجيش على الرغم من خطر نشوب صراع شامل".
وكان لواء النخبة الإسرائيلي "غولاني"، التابع لجيش الاحتلال، قد أجرى، في الآونة الأخيرة، تدريبات تحاكي مواجهة بين قواته ومقاتلي حزب الله اللبناني لدى توغله داخل إسرائيل، بحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت في يونيو 2023.
يُذكر أن "حزب الله" خاض حرباً مع إسرائيل في العام 2006، كما دخل الجانبان في اشتباكات عدة على الحدود، وسبق أن اغتالت إسرائيل عدداً من قادة الحزب، أبرزهم عماد مغنية.