رب ضارة نافعة! التجار الروس استغلوا انسحاب المطاعم والكافيهات العالمية لخلق بدائل محلية

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/05 الساعة 19:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/05 الساعة 19:08 بتوقيت غرينتش
ماكدونالدز غادرت روسيا بسبب حربها على أوكرانيا - Getty Images

استطاعت موسكو تجاوز أزمة انسحاب الماركات العالمية من روسيا بعد اندلاع الحرب على أوكرانيا، وذلك بخلق علامات محلية بديلة استطاعت المنافسة وفرض نفسها في السوق، بحسب ما قالت صحيفة The Telegraph البريطانية، السبت 5 أغسطس/آب 2023. 

وخرجت 1500 شركة غربية بالكامل من روسيا أو في طريقها لذلك، لكن بضائعها، رغم أنها تباع من خلال كيانات منفصلة تماماً، لا تزال حاضرة على نطاق واسع في الحياة اليومية. إذ تُستورد بعضها أو تُصنع نسخ مطابقة من البعض الآخر. وفي كلتا الحالتين، يسارع الروس إلى تحقيق الربح منها.  

إذ اشترى رجل الأعمال الروسي ألكسندر غوروف منافذ ماكدونالدز وأعاد تسميتها باسم "Vkusno i Tochka"، وهي بالإنجليزية "Tasty, Full-Stop". وهي تبيع بيغ هِت "Big Hit" عوضاً عن بيغ ماك Big Mac.

واشترت مجموعة من رجال الأعمال المحليين، من بينهم مغني الراب الروسي الشهير تيماتي، منافذ ستارباكس وأعادوا فتحها بعد ذلك باسم ستارز كوفي Stars Coffee. ولا تزال محتفظة بشعار حورية البحر، ولكن بغطاء رأس روسي وليس تاجاً.

و"يم! براندز" Yum! Brands، الشركة الأم لدجاج كنتاكي KFC، باعت فروعها في روسيا إلى شركة Smart Service الروسية التي يرأسها كونستانتين يوريفيتش كوتوف وأودري إدواردوفيتش أوسكولكوف، وقد غيرت اسمها الآن إلى Rostik. وقال كوتوف لقناة RBC الإخبارية: "الوجبات التي نصنعها مشابهة تماماً لكنتاكي". وتتميز علامة Rostik التجارية أيضاً بالألوان الأحمر والأسود والأبيض، على غرار علامة كنتاكي. 

إعادة افتتاح مطاعم ماكدونالدز تحت اسم محلي جديد في روسيا / رويترز

يُشار إلى أن الروس استحوذوا على فروع 110 شركات غربية غادرت البلاد، قيمتها الإجمالية، وفقاً لصافي أصولها نهاية عام 2022، بلغت حوالي 35 مليار يورو (38 مليار دولار)، وفقاً لتحليل أجرته نوفايا غازيتا أوروبا، صحيفة المعارضة الروسية التي أغلقت في موسكو في مارس/آذار عام 2022 وفتحت مرة أخرى في لاتفيا.

وعادة ما تتم صفقات الاستحواذ بخصومات كبيرة. وفي بعض الحالات، بيعت أصول مصانع بسعر رمزي قدره يورو واحد. ووفقاً لصحيفة نوفايا أوروبا، استحوذ فلاديمير بوتانين، أغنى رجل أعمال في روسيا، والخاضع لعقوبات من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، على أصول تبلغ قيمتها حوالي 16 مليار يورو (حوالي 17 مليار دولار).

ولكن حتى حين لا تبيع العلامات التجارية أصولها، تتدخل الشركات لملء الفجوة التي خلفتها وراءها.

إذ غادرت شركة الأثاث السويدي أيكيا Ikea روسيا إلى الأبد، لكن الروس صار بإمكانهم شراء الأثاث المشابه من شركة سويد هاوس Swed House البيلاروسية، التي تحمل علامة باللونين الأصفر والأزرق المميزين لعلامة أيكيا الأصلية.

وقال متحدث باسم أيكيا: "أيكيا لا علاقة لها بـ"سويد هاوس". ما نراه أنهم يحاولون أخذ مكان شركة أيكيا وخدمة زبائنها، ومن الواضح أنهم استلهموا فكرتهم من أيكيا".

وخرجت شركة كوكا كولا من روسيا أيضاً. لكن شركة Coca-Cola HBC- وهي شركة تعبئة- لا تزال في البلاد، أعادت تسمية فرعها  الروسي 

بـ Multon Partners وتحولت إلى تصنيع مشروب غازي محلي مختلف يسمى Dobry Cola أو Good Cola، ويعرض للبيع في المتاجر.

ولكن لا يزال بإمكان المواطنين الروس الحصول على المنتجات الأصلية في أغلب الأوقات، وهي تأتي من دول مثل جورجيا وأرمينيا وأذربيجان.

وقال متحدث باسم شركة كوكا كولا: "لم نسمح باستيراد ماركات كوكاكولا إلى روسيا. وإجراءاتنا لمنع أي واردات غير مصرح بها مقيدة بعوامل تنظيمية مرتبطة في المقام الأول بالتجارة الحرة داخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي".

تحميل المزيد