أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الجمعة 4 أغسطس/آب 2023، عن إيقاف الحكومة الأمريكية بعض برامج المساعدات الخارجية التي تستفيد منها حكومة النيجر، وذلك على خلفية الانقلاب الذي نفذه عسكريون، وأطاح بنظام الرئيس محمد بازوم، لكن واشنطن أكدت مواصلتها تقديم المساعدات الإنسانية والغذائية.
جاء ذلك في بيان صادر عن بلينكن، قال فيه: "كما أوضحنا منذ بداية هذا الوضع، فإن تقديم المساعدة الأمريكية لحكومة النيجر يعتمد على الحكم الديمقراطي واحترام النظام الدستوري".
أضاف بلينكن أن الولايات المتحدة ستظل "ملتزمة بدعم شعب النيجر لمساعدتهم في الحفاظ على ديمقراطيتهم المكتسبة بشق الأنفس، ونكرر دعوتنا لإعادة حكومة النيجر المنتخبة ديمقراطياً على الفور".
واشنطن كانت قد أبدت رفضها للانقلاب الذي أطاح بالرئيس بازوم المنتخب ديمقراطياً وحكومته، في 26 يوليو/تموز 2023، وهو سابع انقلاب عسكري تشهده منطقة وسط وغرب إفريقيا في أقل من ثلاثة أعوام.
الرئيس الأمريكي جو بايدن، دعا الأسبوع الماضي للإفراج الفوري عن رئيس النيجر وحماية الديمقراطية في البلاد، وقال في بيان: "بينما تحتفل النيجر بالذكرى السنوية الثالثة والستين لاستقلالها، فهي تواجه تحدياً خطيراً لديمقراطيتها. وفي هذه اللحظة الحرجة تقف الولايات المتحدة إلى جانب شعب النيجر، تكريماً لشراكتنا الممتدة لعقود من الزمن، والمتأصلة في القيم الديمقراطية المشتركة ودعم الحكم الذي يقوده المدنيون".
يهدد عزل بازوم الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة، إذ تُعتبر الدولة الإفريقية شريكاً رئيسياً في قتال واشنطن ضد تنظيمات متشددة، تسببت بقتل آلاف الأشخاص وتشريد ملايين آخرين، ويقوم العسكريون الأمريكيون بتدريب القوات المحلية لمحاربة الجماعات المسلحة.
كذلك تعتبر إدارة الرئيس جو بايدن النيجر قصة نجاح للديمقراطية، في منطقة واجهت سلسلة من الانقلابات أو محاولات الاستيلاء على السلطة، على مدى السنوات الثلاث الماضية.
كانت السفارة الأمريكية في نيامي قد قالت في عام 2021 إن وزارتي الدفاع والخارجية زودتا النيجر بأكثر من 500 مليون دولار من المعدات والتدريب، منذ عام 2012.
كذلك أغضب الانقلاب دول الاتحاد الأوروبي، التي أعلنت بعد 3 أيام من الانقلاب عن توقيف جميع أشكال التعاون الأمني مع النيجر "بصورة فورية".
يأتي هذا بينما وضع مسؤولو دفاع دول غرب إفريقيا (إيكواس)، خطة لعمل عسكري إذا لم يتم إسقاط انقلاب النيجر بحلول غد الأحد، بحسب ما أعلنه مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في "إيكواس" عبد الفتاح موسى، الجمعة 4 أغسطس/آب 2023.
كشف موسى أن "وزراء دفاع المجموعة وضعوا خطة لتدخل محتمل في النيجر، تشمل كيفية وموعد نشر القوات"، وقال متحدثاً بلسان المجموعة: "لن نبلغ قادة الانقلاب في النيجر بمكان وموعد ضربتنا، والقرار سيتخذه رؤساء دول المجموعة".
حتى أمس الجمعة، فشلت كافة المحاولات الإفريقية والدولية للتفاوض مع قادة الانقلاب للإفراج عن رئيس النيجر بازوم وإعادته إلى السلطة، وسط تأكيدات من جهات دولية بارزة بأن التدخل العسكري الغربي لن يُسهم في حل الصراع بالبلاد.
في السياق ذاته، حذّر الرئيس المعزول بازوم من "عواقب مدمرة للانقلاب على العالم"، معتبراً أن منطقة الساحل قد تنتقل إلى "نفوذ" روسيا، عبر مجموعة فاغنر المسلحة.
دعا بازوم في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الخميس، واشنطن والمجتمع الدولي إلى مساعدة بلاده "باستعادة النظام الدستوري"، وقال الرئيس المحتجز منذ تنفيذ الانقلاب: "أكتب هذا بصفتي رهينة (…)، هذا الانقلاب ليس له أي مبرر".