قادة الانقلاب في النيجر يصعّدون مع فرنسا والغرب.. ألغوا اتفاقيات عسكرية وأنهوا مهام سفراء وحذروا من أي عدوان

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/04 الساعة 05:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/04 الساعة 05:13 بتوقيت غرينتش
العسكريون خلال إعلانهم الإطاحة برئيس النيجر/ رويترز

قال المجلس العسكري في النيجر، الخميس 3 أغسطس/آب 2023 إنه ألغى عدداً من اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا، بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم في انقلاب عسكري الأسبوع الماضي،  كما أعلن المجلس "إنهاء" مهمات سفراء البلاد لدى فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا وتوغو. وأكد أنه سيرد "فوراً" على أي "عدوان أو محاولة عدوان" ضد بلادهم من جانب المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس).

يشار إلى أن لدى فرنسا بين ألف و1500 جندي في النيجر للمساعدة في مواجهة تمرد تشنه جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش في المنطقة.

وقال أحد أعضاء المجلس العسكري في النيجر، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية إنه في "مواجهة موقف فرنسا اللامبالي" ورد فعلها تجاه الوضع في النيجر "قرر المجلس الوطني لحماية الوطن إبطال اتفاقيات التعاون مع هذه الدولة في مجال الأمن والدفاع".

كذلك، أعلن قادة الانقلاب العسكري "إنهاء" مهمات سفراء بلادهم لدى فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا وتوغو، في وقت تتصاعد الضغوط الدولية من أجل الدفع باتجاه عودة النظام الدستوري إلى البلاد.

وقال المجلس العسكري إنه "تم إنهاء مهمات السفراء فوق العادة والمفوضين لجمهورية النيجر، لدى الجمهورية الفرنسية ونيجيريا والجمهورية التوغولية والولايات المتحدة".

تحذيرات من قادة الانقلاب في النيجر 

وأعلن منفذو الانقلاب أنهم سيردون "فوراً" على أي "عدوان أو محاولة عدوان" ضد بلادهم من جانب المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس)، قبل 3 أيام من نهاية مهلة أعطتها المنظمة من أجل عودة النظام الدستوري في النيجر.

وقال المجلس العسكري الانقلابي إن "أي عدوان أو محاولة عدوان ضد دولة النيجر ستشهد رداً فورياً ودون إنذار من جانب قوات الدفاع والأمن النيجرية على أي عضو (من أعضاء المنظمة) باستثناء الدول الصديقة المعلقة عضويتها"، في إشارة إلى بوركينا فاسو ومالي.

يأتي ذلك في وقت كان وفد من إكواس قد وصل الخميس إلى عاصمة النيجر نيامي، في محاولة لإيجاد مخرج من الأزمة، بعد 8 أيام على الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم.

مالي فرنسا روسيا النيجر انقلاب
قوات فرنسية في إفريقيا/ رويتزر

بازوم: الانقلاب له عواقب "مدمرة" على العالم

من جهته، أعلن الرئيس النيجري محمّد بازوم في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" ليل الخميس ونقلته وكالة الأنباء الفرنسية أنه إذا نجحت المحاولة الانقلابية لإطاحته من السلطة "فستكون لها عواقب وخيمة على بلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره". ودعا بازوم "الحكومة الأمريكية والمجتمع الدولي بأسره إلى مساعدتنا في استعادة نظامنا الدستوري".

وأورد بيان صادر عن الرئاسة النيجيرية أن وفد "إكواس" بقيادة رئيس الدولة النيجيري السابق عبد السلام أبو بكر، سـ"يلتقي الانقلابيين في النيجر لعرض طلبات قادة الجماعة".

النيجر الانقلاب فرنسا
احتجاجات داعمة للمجس العسكري في النيجر/الأناضول

وقبل وصول الوفد إلى نيامي، أكد الرئيس النيجيري بولا تينوبو ضرورة التوصل إلى "حل ودي" للأزمة في النيجر بعد العقوبات التي فُرضت على هذا البلد وإعطاء مهلة للانقلابيين لإعادة النظام الدستوري.

احتجاجات ضد الهيمنة الفرنسية 

بالتزامن مع الذكرى الـ63 لاستقلال النيجر عن فرنسا، احتشد المئات من المواطنين في النيجر في مظاهرة مؤيدة لقادة الانقلاب العسكري بالعاصمة، مطالبين بوقف "الهيمنة الفرنسية" على بلادهم، في وقت طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم.

وتحتفل النيجر في 3 أغسطس/آب من كل عام بذكرى الاستقلال عن فرنسا عام 1960.

النيجر انقلاب فرنسا
متظاهرون مؤيدون للمجلس العسكري بالنيجر خارج السفارة الفرنسية، وحاولوا إشعال النار فيها قبل تفريقهم من قبل قوات الأمن/رويترز

وتجمع المتظاهرون، الذين كان بعضهم يلوح بأعلام روسية كبيرة، في وسط العاصمة النيجريّة في ساحة الاستقلال بدعوة من حركة إم62 (M62)، وهي ائتلاف يضم منظمات المجتمع المدني "السيادية"، حسب ما أفاد به موقع يورو نيوز.

ومنذ الانقلاب العسكري في 26 تموز/يوليو، تدهورت العلاقات مع باريس بعد أحداث جرت، الأحد، خلال تظاهرة نُظمت أمام السفارة الفرنسية، وكانت الدافع وراء إجلاء مئات المواطنين الفرنسيين.

وقال شابّ متظاهر يدعى إيسياكا حمادو إن "الأمن فقط هو ما يهمنا"، سواء وفرته لنا "روسيا أم الصين أم تركيا، إذا أرادت مساعدتنا. نحن لا نريد الفرنسيين الذين ينهبوننا منذ عام 1960، إنهم موجودون هنا منذ ذلك الحين ولم يتغير شيء! فما الفائدة منهم؟".

وأيّده آخر يدعى عُمر بقوله: "أنا طالب، لم أجد عملاً بعد الدراسة في هذا البلد، بسبب نظام "بازوم" (الرئيس المطاح به) الذي تدعمه فرنسا. كلهم عليهم أن يرحلوا!".

من المقرر أن يختتم كبار مسؤولي الدفاع في دول غرب إفريقيا مناقشاتهم في نيجيريا حول التدخل المحتمل في النيجر، ومع ذلك قالوا إن هذا سيكون الملاذ الأخير.

وعقد الاجتماع الذي استمر يومين بهدف وضع خطة لتدخل عسكري في نهاية المطاف لاستعادة النظام الدستوري، وفقاً لبيان صادر عن مجلس الأمن القومي لساحل العاج.

وقال التكتل الإقليمي أيضاً، أمس الأربعاء، إنه أرسل وفداً بقيادة نيجيريا إلى النيجر للتفاوض مع قادة الانقلاب. ومع ذلك، قال مصدر في رئاسة نيجيريا، اليوم الخميس، إن الوفد لم يغادر بعد بسبب مشكلة تتعلق بتصاريح الطيران.

تحميل المزيد