أعلنت الصين أنها ستوفد مسؤولاً كبيراً إلى السعودية لحضور محادثات ستعقد السبت 5 أغسطس/آب 2023، بشأن إيجاد تسوية سلمية للحرب في أوكرانيا، في تحوُّل دبلوماسي من جانب كييف والغرب والسعودية.
ويتطلع دبلوماسيون أوكرانيون وغربيون إلى أن يسفر الاجتماع الذي سيُعقد في جدة بمشاركة مستشاري الأمن القومي وغيرهم من كبار المسؤولين من نحو 40 دولة، عن توافق على مبادئ أساسية لتسوية سلمية مستقبلية لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
من جانبها، أعلنت السعودية بشكل رسمي، الجمعة 4 أغسطس/آب 2023، استضافة اجتماع لمُستشاري الأمن الوطني، وممثلي عدد من الدول بشأن الأزمة الأوكرانية بمدينة جدة، السبت، وذلك في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وذكر البيان أن "استضافة هذا الاجتماع تأتي استمراراً للمبادرات الإنسانية، والجهود التي بذلها في هذا الإطار، الأمير محمد بن سلمان والاتصالات التي أجراها، مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة، للإسهام في الوصول إلى حل يُفضي إلى سلام دائم"، طبقاً لما نقلته "واس".
فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها "لا تتوقع أن تؤدي إلى أي نتائج في نهايتها، لكنها تهدف إلى مواصلة الحوار مع الدول حول العالم حول كيفية تحقيق سلام عادل ودائم في نهاية هذه الحرب".
ومن المقرر أن يحضر محادثات جدة مسؤولون كبار من الولايات المتحدة، منهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند.
فيما قالت وزارة الخارجية الصينية إن المبعوث الصيني الخاص لشؤون أوراسيا، لي هوي، سيزور جدة لحضور المحادثات.
وقال المتحدث باسم الوزارة وانغ ون بين، في بيان، إن "الصين على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتواصل لعب دور بناء في دعم حل سياسي للأزمة في أوكرانيا".
وتلقت الصين دعوة للمشاركة في جولة سابقة من المحادثات بكوبنهاغن في أواخر يونيو/حزيران، لكنها لم تلبّ الدعوة.
فيما قال مسؤول ألماني إن الدبلوماسية السعودية لعبت دوراً رئيسياً في حث بكين على حضور محادثات جدة.
نقاط النقاش الأساسية
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي، حافظت الصين على قوة علاقاتها مع روسيا على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي، ورفضت الدعوات الدولية المطالبة بإدانة موسكو.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، إنه يأمل أن تؤدي المبادرة إلى "قمة سلام" يحضرها قادة من حول العالم في فصل الخريف المقبل لدعم المبادئ، استناداً إلى صيغته الخاصة التي تتألف من 10 نقاط، من أجل التوصل لتسوية.
وتشمل صيغة زيلينسكي الخاصة احترام وحدة الأراضي الأوكرانية وانسحاب القوات الروسية، وهو أمر ترفضه موسكو، التي تقول إنها ضمت الأراضي الأوكرانية إلى الأبد.
ويقول مسؤولون أوكرانيون وروس ودوليون إنه لا يوجد أي احتمال لعقد محادثات مباشرة للسلام بين أوكرانيا وروسيا في الوقت الراهن، في ظل استمرار الحرب وسعي كييف لاسترداد الأراضي عبر هجوم مضاد.
لكن أوكرانيا تسعى أولاً لتوسيع دائرة الدعم الدبلوماسي لها إلى ما هو أبعد من المجموعة الأساسية من داعميها الغربيين عبر التواصل مع دول جنوب العالم مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، التي تتخذ معظمها في العلن موقفاً محايداً.
وقال إيهور جوفكفا، كبير المستشارين الدبلوماسيين لزيلينسكي، في تصريحات لـ"رويترز"، الخميس: "أحد الأهداف الرئيسية لهذه الجولة من المفاوضات سيكون التوصل أخيراً لتفاهم عام حول طبيعة النقاط العشر".
وتشمل النقاط العشر أيضاً، الدعوة إلى حماية إمدادات الأغذية والطاقة، والسلامة النووية والإفراج عن كل الأسرى.
وقال الكرملين في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه سيراقب اجتماع جدة، بينما أكد مجدداً موقف موسكو الذي لا يرى حالياً أي أساس لإجراء محادثات سلام مع كييف.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، يوم الإثنين: "نحن بحاجة إلى فهم الأهداف المحددة وما الذي سيجري مناقشته. أي محاولة للتوصل إلى تسوية سلمية تستحق تقييماً إيجابياً".
ويستبعد دبلوماسيون غربيون الموافقة على جميع النقاط العشر الواردة في صيغة زيلينسكي للسلام خلال المحادثات، لكنهم قالوا إنهم يسعون على الأقل إلى الحصول على دعم واضح للمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، مثل وحدة الأراضي.