قال عبد الفتاح موسى مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، الجمعة 4 أغسطس/آب 2023، إن قادة الدفاع بدول غرب إفريقيا وضعوا خطة لتدخُّل عسكري محتمل في النيجر في حالة عدم تنحي قادة الانقلاب.
وأضاف موسى عقب اجتماع إقليمي في أبوجا، أن التكتل لن يكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، وهو قرار سيتخذه رؤساء الدول، واتخذت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) موقفاً صارماً من الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، وهو سابع انقلاب في غرب ووسط إفريقيا منذ عام 2020.
النيجر ذات أهمية استراتيجية لأمريكا ودول أخرى
تتمتع النيجر بأهمية استراتيجية للولايات المتحدة والصين وأوروبا وروسيا؛ نظراً إلى ثرواتها من اليورانيوم والنفط ودورها المحوري في التصدي لمتمردين إسلاميين بمنطقة الساحل.
وقطع مانحون غربيون الدعم المقدم للنيجر؛ احتجاجاً على الانقلاب. والنيجر واحدة من أفقر دول العالم، وتعتمد في 40% من ميزانيتها على المساعدات. وفرضت دول في المنطقة عقوبات اقتصادية، قال السكان إن تأثيراتها بدأت في الظهور.
وألغى المجلس العسكري، بزعامة قائد الحرس الرئاسي عبد الرحمن تياني (59 عاماً)، اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، كما فعلت مالي وبوركينا فاسو المجاورتين بعد انقلابات فيهما.
ولم تلقِ باريس بالاً لهذا، وقالت الجمعة، إنها على الرغم من اطلاعها على تصريح "بعض رجال الجيش في النيجر"، لا تعترف إلا بالسلطات الشرعية. وقال مسؤولون فرنسيون أيضاً، إن سفيرة النيجر في باريس ما زالت تشغل منصبها بعد أن قال المجلس العسكري إنه أنهى مهمتها.
ولدى فرنسا ما بين ألف و1500 جندي في النيجر، تدعمهم طائرات مسيرة وأخرى حربية، تساعد في محاربة تمرد جماعات على صلة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وللولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا أيضاً قوات متمركزة في النيجر.
تحسُّن الأمن في النيجر
وسبق أن أقر قائد القوات المسلحة بالنيجر في يناير/ كانون الثاني الماضي، بأنّ تعاون بازوم مع القوى الغربية ساهم في تحسن الأمن بالنيجر مقارنة ببوركينا فاسو ومالي. لكن الانقلاب قد يعيد صياغة شكل معركة المنطقة ضد المتشددين الإسلاميين.
وعلل المجلس العسكري في النيجر الاستيلاء على السلطة باستمرار انعدام الأمن، على الرغم من أن البيانات المتعلقة بالهجمات تظهر تحسناً بالفعل في الوضع الأمني.
وقال بازوم الذي انتخب رئيساً للنيجر عام 2021، في أول تصريحاته منذ الانقلاب، إنه رهينة ويحتاج إلى مساعدة أمريكية ودولية. وبازوم البالغ من العمر 63 عاماً، محتجز في المقر الرئاسي بعاصمة النيجر نيامي.
تأييد عقوبات "إيكواس" على النيجر
في حين كتب في مقال رأي بصحيفة واشنطن بوست يؤيد العقوبات الاقتصادية وعقوبات السفر التي تفرضها "إيكواس"، قائلاً: "إذا نجح (الانقلاب)، فستكون له عواقب مدمرة على بلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره".
وأرسلت "إيكواس" المؤلفة من 15 عضواً وفداً إلى نيامي؛ سعياً للتوصل إلى "حل ودي"، لكن مصدراً في الوفد قال إن اجتماعاً في المطار مع ممثلي المجلس العسكري لم يتمخض عن انفراجة.
وقال مصدر رئاسي نيجيري: "لم تفلح كل جهودنا للاجتماع مع زعيم المجلس العسكري". وأضاف أن الوفد غادر في وقت مبكر.
وهددت "إيكواس" باستخدام القوة إذا لم يعد بازوم إلى السلطة بحلول يوم الأحد. ويختتم قيادات دفاع المجموعة اجتماعاً استمر أياماً في العاصمة النيجيرية أبوجا اليوم الجمعة.
وطلب الرئيس النيجيري، بولا تينوبو، من حكومته الاستعداد لخيارات تشمل نشر جنود، في رسالة تليت على مجلس الشيوخ اليوم الجمعة.
الجزائر ترفض التدخل العسكري
في سياق متصل أبلغت الجزائر، الجمعة، نيجيريا رفضها استخدام القوة ضد قادة الانقلاب العسكري في النيجر. جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، باباغانا كينجيبي المبعوث الخاص للرئيس النيجيري، وفق بيان للخارجية الجزائرية.
وبحسب البيان، وصل كينجيبي إلى الجزائر حاملاً رسالة خطية إلى الرئيس عبد المجيد تبون، من نظيره النيجيري بولا أحمد تينوبو، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "إيكواس". وأشار إلى أن الزيارة "تندرج في إطار تبادل الآراء والتشاور حول تطورات الأوضاع في جمهورية النيجر".
قال البيان إن عطاف "شدد على ضرورة تفعيل كافة الطرق والسبل الدبلوماسية، وتجنب خيار اللجوء إلى القوة (ضد قادة الانقلاب) الذي لا يمكن إلا أن يزيد الأوضاع تعقيداً وتأزماً وخطورة على النيجر وعلى المنطقة برمتها".
جدد التعبير عن موقف الجزائر "الرافض للانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي (محمد بازوم) في هذا البلد الشقيق والجار، والداعي إلى عودته إلى منصبه الدستوري بصفته رئيس جمهورية النيجر".
مبعوث إلى الجزائر وليبيا بخصوص أزمة النيجر
يذكر أنه في يوم الجمعة، نقلت وسائل إعلام نيجيرية، أن الرئيس تينوبو أوفد مبعوثاً خاصاً إلى الجزائر وليبيا؛ سعياً للحصول على "موقف تضامني مع مجموعة الإيكواس ضد الانقلابيين في النيجر".
المصادر ذاتها أفادت بأن تينوبو أخطر كتابياً مجلس الشيوخ (البرلمان) النيجيري بالرغبة في التدخل العسكري بالنيجر، وينتظر الحصول على دعمه.
في المقابل، أعلن ما يسمى المجلس الانتقالي لحماية الوطن بالنيجر استدعاء سفرائه من أربع دول إفريقية بينها نيجيريا، وتعليق الاتفاقيات العسكرية الموقعة مع فرنسا.
وكانت مجموعة "إيكواس" قد أمهلت الانقلابيين أسبوعاً لإعادة الشرعية الدستورية في النيجر، وتوعدت باتخاذ تدابير قاسية ضدهم، من بينها التدخل العسكري.
جدير بالذكر أنه في 26 يوليو/تموز 2023 احتجز عناصر من الحرس الرئاسي الرئيس محمد بازوم وعائلته، وبعد فشلهم في إرغامه على إعلان استقالته، علقوا في اليوم الموالي العمل بالدستور، وأعلنوا تشكيل ما سمي المجلس الانتقالي لحماية الوطن، بقيادة الجنرال عبد الرحمن تياني، القائد السابق للحرس الرئاسي.