تحمل 4 مهاجرين نيجيريين عناء رحلة استمرت لمدة 14 يوماً، وقاوموا نقص المياه والطعام بهدف الوصول إلى أوروبا وهم مختبئون فوق دفة سفينة شحن، لكن مفاجأة صادمة كانت في انتظارهم، فبعد أن رست السفينة وجدوا أنفسهم قد وصلوا إلى سواحل البرازيل!
سَرَد 4 نيجيريين نجوا من رحلة عبر المحيط الأطلسي، تفاصيل رحلتهم المحفوفة بالمخاطر. واختبأ الرجال على متن السفينة من نيجيريا معتقدين أنها ستبحر إلى أوروبا، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 2 أغسطس/آب 2023.
لكن المهاجرين الأربعة، صُدِموا عندما أدركوا بعد أسبوعين أنهم وصلوا إلى فيتوريا، وهو ميناء في جنوب شرق البرازيل، بعد رحلة شاقة لمسافة 5600 كيلومتر (3500 ميل).
رحلة محفوفة المخاطر
لمنع أنفسهم من السقوط في المياه، وضع الرجال شبكة حول الدفة وربطوا أنفسهم بها بحبل. وبعد 10 أيام في البحر، نفد الطعام والشراب؛ ما اضطرهم إلى شرب بولهم للبقاء على قيد الحياة.
قال ثانغود أوبيميبو ماثيو يي (38 عاماً) لوكالة رويترز، في مقابلة من ملجأ بكنيسة في ساو باولو: "كانت تجربة مروعة لي. لم تكن رحلة سهلة. وظللت أرتجف من الخوف، لكنني هنا".
بينما قال رجل آخر، يدعى رومان إبيميني فرايداي، إنَّ رحلته بدأت في 27 يونيو/حزيران، عندما أخذه أحد الأصدقاء إلى مؤخرة سفينة Ken Wave التي ترفع العلم الليبيري، في مدينة لاغوس، وتركه بجوار الدفة.
انتابه مزيجٌ من مشاعر الدهشة والخوف عندما وجد 3 مهاجرين آخرين هناك بالفعل، ينتظرون مغادرة السفينة. وكان يخشى أن يلقوا به في الماء.
أضاف أنه رأى، أثناء الرحلة، أسماك القرش والحيتان تتبع السفينة. وأشار إلى أنَّ جميع الرجال شعروا بالقلق طوال الوقت من أنَّ طاقم السفينة قد يكتشفهم؛ لذا "علَّمنا أنفسنا ألا نُصدِر أية أصوات".
طلب اللجوء في البرازيل
طلب كل من يي وفرايداي اللجوء في البرازيل، وقالا إنَّ الصعوبات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي والجريمة لم تترك لهم خياراً سوى الرحيل عن نيجيريا.
قال يي، وهو كاهن من حركة الخمسينية البروتستانتية، إنَّ مزرعته للفول السوداني وزيت النخيل دمّرتها الفيضانات هذا العام؛ ما تركه هو وعائلته بلا مأوى. ويأمل أن يتمكنوا الآن من الانضمام إليه في البرازيل.
بينما عاد الهاربان الآخران إلى نيجيريا بناءً على طلبهما. وفي العام الماضي، عُثِر على 3 رجال مختبئين على دفة سفينة في جزر الكناري، بعد رحلة بحرية استغرقت 11 يوماً من نيجيريا، وقد أصابهم الجفاف وانخفاض درجة حرارة الجسم.
فيما يسافر معظم المهاجرين إلى أوروبا في قوارب مكتظة. ووفقاً لإحصائيات وزارة الداخلية الإسبانية، وصل أكثر من 11 ألف شخص إلى جزر الكناري العام الماضي.