أثار مُشرّعون أمريكيون شكوكاً حول العلاقات الأمنية المستمرة بين واشنطن والسلطة الفلسطينية، لاسيما بعد أن ألقى بعضهم باللوم عليها في تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 2 أغسطس/آب 2023.
ووفقاً للتقرير، فقد قدمت الولايات المتحدة التدريب للسلطة الفلسطينية، وشجعت التعاون الأمني بينها وإسرائيل من خلال مكتب المنسق الأمني الأمريكي لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، منذ عام 2005، في أعقاب الانتفاضة الثانية.
لكن بعد رحلة إلى الضفة الغربية المحتلة في يوليو/تموز، اتهم السيناتور الجمهوري ريك سكوت السلطة الفلسطينية بالسماح لـ"الإرهابيين" بالعمل في الضفة الغربية المحتلة، وألقى بظلال من الشك على مستقبل التنسيق الأمني.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أنَّ العلاقات الأمنية مع السلطة الفلسطينية يمكن أن تستمر، أجاب السيناتور سكوت: إنه "لطالما شعر بالتفاؤل، لكن على قوات الأمن الفلسطينية القيام بعملها".
وأضاف سكوت: "إذا أرادت [السلطة الفلسطينية] السيطرة على الضفة الغربية، فعليها أن تضبط الوضع الأمني، فلا يمكنها السماح لهؤلاء الإرهابيين الذين يقتلون مدنيين إسرائيليين بأن ينشطوا هناك. وإذا لم تفعل ذلك، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى الدفاع عن أمنها ومواطنيها".
اتهامات للسلطة
في غضون ذلك، اتهم عضو الكونغرس الجمهوري دوغ لامبورن السلطة الفلسطينية "بعدم اتخاذ أي فعل لوقف التطرف. إنَّ غض الطرف عن عواقب سياساتهم هو ما أدى إلى الكثير من التطرف".
وقُتِل ما لا يقل عن 204 فلسطينيين بنيران إسرائيلية هذا العام، من بينهم 36 طفلاً، بمعدل وفاة واحدة في اليوم تقريباً. وقُتِل ما مجموعه 167 شخصاً في الضفة الغربية والقدس الشرقية؛ ما يجعل عام 2023 من أكثر الأعوام دموية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. إضافة إلى مقتل 36 شخصاً في قطاع غزة.
في حين قتل الجانب الفلسطيني 25 إسرائيلياً في الفترة نفسها بينهم 6 أطفال.
وعلى مدى عقود، تلقّت المساعدة الأمنية للسلطة الفلسطينية دعماً من الحزبين في واشنطن باعتبارها وسيلةً لكبح نفوذ مجموعات مثل حماس والجهاد الإسلامي، التي تصنفها الولايات المتحدة على أنها منظمات "إرهابية".
ويلقي الفلسطينيون باللوم على السلطة الفلسطينية لفشلها في حماية المدنيين الفلسطينيين من اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
"السلطة الفلسطينية فقدت مصداقيتها"
ومع ذلك، تؤكد تعليقات المُشرّعين الأمريكيين مدى الضغط المتزايد، وتحديداً من أعضاء الحزب الجمهوري، ضد أي دعم للفلسطينيين، حتى لأولئك الذين يتعاونون مع إسرائيل. وفي عام 2016، أسقط الجمهوريون دعم حل الدولتين من أجندة الحزب الرسمية.
وعلى الرغم من أنَّ إدارة بايدن تواصل التعبير عن دعمها لحل الدولتين في خطاباتها الرسمية، إلا أنها لم تفعل شيئاً لكبح جماح التوسع الإسرائيلي غير المسبوق للمستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، أو استخدامها المتزايد لقوة النيران الثقيلة والمكثفة ضد الفلسطينيين.
وفي مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية، الشهر الماضي، قال الرئيس بايدن إنَّ السلطة الفلسطينية "فقدت مصداقيتها، وهذا لا يرجع بالضرورة لأفعال إسرائيل، بل أولاً لأنَّ أفعال [السلطة الفلسطينية] هي ما أفقدها مصداقيتها، وثانياً لأنها أوجدت فراغاً للتطرف".
في غضون ذلك، تتزايد التساؤلات حول سيطرة السلطة الفلسطينية على الضفة الغربية المحتلة. ففي الشهر الماضي، استقبل سكان مخيم جنين للاجئين الرئيس عباس بازدراء أثناء زيارته لاستطلاع وضعهم بعد هجوم إسرائيلي على المدينة.