قال وزير خارجية فلسطين رياض المالكي، الخميس 3 أغسطس/آب 2023، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن (2021- )"مخيبة للآمال"، مشدداً على أن بلاده "تتجه إلى الصين بشكل متزايد للحصول على المساعدة"، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
حديث المالكي جاء في لقاء مع ممثلي وسائل إعلام أجنبية في مقر وزارة الخارجية بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وقال: "مرت ثلاث سنوات على الوعود التي قطعها الرئيس بايدن، ولم نرَ سوى تجديد الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وتقديم بعض الدعم للمستشفيات في القدس الشرقية".
كما عبَّر وزير الخارجية عن تشاؤم بلاده من موقف الإدارة الأمريكية بعد سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية، أحدثها العملية العسكرية الواسعة في مدينة جنين شمالي الضفة مطلع يوليو/تموز الماضي.
المالكي قال إن فلسطين تتجه بشكل متزايد إلى الصين التي تدعم حصولها على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، للحصول على المساعدة. وتابع: "تريد الصين زيادة وجودها في الشرق الأوسط ليس اقتصادياً فحسب بل سياسياً، لتعكس ثقلها الداخلي، ويسعى العديد من الدول في جميع أنحاء العالم للحصول على دعم الصين، التي أصبحت لاعباً عالمياً مهماً للغاية".
بالنسبة لدور الولايات المتحدة في عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، قال المالكي: "لا توجد عملية سلام في الشرق الأوسط، وإذا حدث ذلك في المستقبل فلماذا لا تكون الصين موجودة إلى جانب دول أخرى؟".
فيما يتهم الفلسطينيون واشنطن بالانحياز إلى إسرائيل، وعملية السلام متوقفة منذ أبريل/نيسان 2014 لأسباب؛ بينها تمسك تل أبيب باستمرار الاستيطان في الأراضي المحتلة والتنصّل من حل الصراع وفقاً لمبدأ الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
تمسك فلسطين بالمبادرة العربية
بينما شدد المالكي على أهمية التمسك بالمبادرة العربية لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. وهي مقترح سعودي تبنّته القمة العربية في بيروت عام 2002، وتعرض إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
كما أردف المالكي: "قرأت عن جهود تبذلها الولايات المتحدة وغيرها لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وأيضاً قرأنا أن السعودية لديها شروط تتعلق بالقضية الفلسطينية في هذا الملف".
وزير الخارجية الفلسطيني مضى قائلاً: "نأمل أن تبقى السعودية على هذا الموقف وأن لا تخضع لأي ضغوط، ونحن نريد من السعودية أن تسمع لنا نحن أصحاب القضية للتشاور بهذا الملف، والعلاقات مع السعودية متينة ونحن على ثقة بهم".
بشدة، ترغب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تطبيع العلاقات مع السعودية، لتحسين موقف الحكومة في ظل أزمة داخلية تعصف بها جراء خطتها لتعديل القضاء، بالإضافة إلى مكانة السعودية البارزة في العالم الإسلامي وقدراتها الاقتصادية الضخمة.
من أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات معلنة مع إسرائيل، بينما اشترطت الرياض مراراً الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية قبل إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع تل أبيب. وأكد المالكي تمسك السلطة بالمبادرة العربية بقوله إنها "أساس لأي علاقات مع إسرائيل".