بدأت السلطات المحلية الروسية في توزيع أسلحة مضادة للطائرات المسيَّرة، وغيرها من الأسلحة على القوات المدنية في جنوب غرب البلاد لأول مرة منذ بدء حرب أوكرانيا، حسب ما نشرته صحيفة The Financial Times البريطانية.
إذ ذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس" Tass الأربعاء 2 أغسطس/آب، أن قوات الدفاع الذاتي الإقليمية في منطقة بيلغورود على الحدود مع أوكرانيا تلقت الأسلحة والمعدات، التي اشتملت كذلك على مدافع رشاشة ومركبات مجهزة للطرق الوعرة.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحفيين: "هذه تدابير ضرورية لمواجهة الهجمات من الأراضي الأوكرانية"، والكرملين لا يخشى أن تقع الأسلحة "في الأيدي الخطأ"، غير أنه "يجب تنفيذ جميع آليات الرقابة بعناية، لا شك في ذلك".
خطوة جديدة في روسيا
يدل قرار التسليح لقوات الدفاع المدني على اتخاذ روسيا خطوةً جديدة في علاقتها بالميليشيات الخاصة، إذ يأتي على الرغم من أنه لم يكد يمضي شهران بعدُ على استخدام زعيم مرتزقة فاغنر، يفغيني بريغوزين، جيشه الخاص لشن محاولة انقلاب.
فيما طالب زعماء المناطق المتاخمة لأوكرانيا السلطات في روسيا بتخفيف القواعد المفروضة على حمل السلاح بين مجموعات الدفاع المدنية، التي ظهر الكثير منها منذ بدء الصراع. ومع ذلك، فإن الحظر الرسمي على حمل السلاح لأغراض غير الصيد لا يزال سارياً.
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، تعرضت منطقتا بيلغورود وكورسك لعمليات قصفٍ، وهجمات متوالية من مجموعات التخريب الموالية لكييف، فتأثرت تلك المناطق بعواقب الحرب على أوكرانيا أكثر من سائر البلاد.
وقال فياتشيسلاف جلادكوف، حاكم بيلغورود، إن السكان المحليين بدأوا في تكوين مجموعات للدفاع عن أنفسهم أواخر العام الماضي، وقد بلغ عدد المنضمين إلى صفوفهم بحلول مايو/أيار نحو 3 آلاف شخص.
إلغاء حظر التسلح في روسيا
في أبريل/نيسان، قال أندريه تورشاك، وهو نائب روسي يرأس مجموعة عمل في البرلمان لإدارة بعض المسائل المتعلقة بالعملية العسكرية في أوكرانيا، للرئيس الروسي إن النواب اقترحوا "إلغاء" الحظر المفروض على تسليح المجموعات المدنية في تلك المناطق. ثم زعم تورشاك في يوليو/تموز أنهم "قد توصلوا إلى حلٍّ لبعض أوجه المسألة"، لكنه لم يتطرق إلى التفاصيل.
أظهر مقطع فيديو تداوله الناس على قنوات تليغرام المحلية الأربعاء 2 أغسطس/آب، مجموعة من الشبان في قاعدة تدريب -على ما يبدو- يرتدون الزي الكاكي، ويتسلمون رشاشات "سايغا" نصف آلية بعد التوقيع بأسمائهم في ورقة موضوعة على طاولة اصطفت عليها الأسلحة.
فيما أعلن رومان ستاروفويت، حاكم منطقة كورسك المجاورة، على قناته بتطبيقِ تليغرام يوم الأربعاء 2 أغسطس/آب، أن الحرس الشعبي التطوعي بالمنطقة تلقى دفعة من المعدات والذخيرة، شملت 300 قطعة سلاح، وكتب في منشوره معلومات الاتصال لمن يريدون التواصل مع الجهات المسؤولة والانضمام إلى الحرس.
يأتي قرار توزيع الأسلحة على المدنيين بعد أن كان مسؤولون روس ووسائل إعلام قد انتقدوا السلطات الأوكرانية لاتخاذها خطوات مماثلة العام الماضي.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، على التلفزيون الحكومي الروسي في فبراير/شباط 2022، "إن توزيع الأسلحة لن يحل الأمر. فماذا سيفعلون بعد ذلك؟ هل سيطلقون سراح السجناء من السجن حتى تؤول الأمور إلى مجزرة كبرى؟".
وزعم كاتب روسي في مقال نشرته صحيفة Rossiyskaya Gazeta التابعة للحكومة الروسية، في مارس/آذار 2022، أن "السلطات [الأوكرانية] اتخذت مساراً سيفضي حتماً إلى اندلاع حرب أهلية".