حذرت أكثر من مئة مجلة طبية حول العالم، في دعوة مشتركة نادرة من نوعها، الخميس 3 أغسطس/آب 2023، من أن خطر وقوع كارثة نووية "كبير ويتفاقم"، داعيةً إلى التحرّك العاجل للتخلّص من الأسلحة النووية.
إذ دعا مقال نُشر في عدة مجلات طبية، العاملين بقطاع الصحة حول العالم إلى تنبيه المواطنين والقادة من "الخطر الكبير على الصحة العامة" الذي تشكّله الأسلحة النووية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وجاء في المقال الذي شارك في إعداده محررون من 11 مجلة طبية رائدة تشمل "بي إم جاي" و"لانسيت" و"جاما" ومجلة "نيو إنغلاند" الطبية، أن "الخطر كبير ويتفاقم.. على الدول المسلّحة نووياً أن تتخلّص من ترساناتها النووية قبل القضاء علينا".
"تطوّر استثنائي"
من جهته، أفاد كريس زيلينسكي من "الجمعية العالمية للمحررين التخصصيين بالمجال الطبي"، بأن توحيد المجلات المتنافسة على المضمون عادةً صفّها يعد "تطوّراً استثنائياً".
ولفت في بيان، إلى أن "اتفاق جميع هذه المجلات الرائدة على نشر المقال ذاته يسلّط الضوء على الخطورة الكبيرة للأزمة النووية الحالية".
كما حذّر المقال من أن أي استخدام للأسلحة النووية "سيكون كارثياً بالنسبة للبشرية".
وأضاف أنه "حتى وإن اندلعت حرب نووية محدودة تستخدم فيها 250 فقط من الأسلحة النووية في العالم البالغ عددها 13 ألفاً، فيمكن أن يتسبب الأمر بمقتل 120 مليون شخص فوراً وباضطراب المناخ في العالم، ما يؤدي إلى مجاعة ناجمة عن استخدام السلاح النووي، ويشكّل خطراً على مليوني شخص"، وذلك بناءً على أبحاث سابقة.
تأتي الدعوة بينما تصدر عن روسيا بشكل متكرر، تحذيرات تبدو واضحة إلى حد كبير، من أن موسكو قد تستخدم الأسلحة النووية في أوكرانيا، إلى جانب الاختبارات الصاروخية الكورية الشمالية المتكررة وتعطّل جهود منع انتشار الأسلحة النووية.
"نواجه لحظة خطيرة بشكل استثنائي"
في السياق، قال الرئيس السابق لرابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية إيرا هلفاند، الذي شارك في صياغة المقال: "نواجه لحظة خطيرة بشكل استثنائي، إذ يعد احتمال اندلاع حرب نووية حقيقياً".
هلفاند أشار إلى تصريح صدر هذا الأسبوع عن الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، هدد فيه بأن موسكو قد تستخدم الأسلحة النووية إذا سيطر الأوكرانيون على أراض روسية أثناء هجومهم المضاد.
وقال هلفاند: "لا نعرف ما إذا كانت التهديدات حقيقية أو صدرت فقط لتخويف الناس، لكنني أعتقد أن علينا أخذها على محمل الجد إلى حد كبير"، كما لفت إلى كوريا الشمالية، التي حذّرت اليابان الأسبوع الماضي، من أنها تمثّل تهديداً للأمن القومي أخطر "من أي وقت مضى".
ونُشر المقال تزامناً مع انعقاد اجتماع للجنة تحضيرية في فيينا لمراجعة "معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية" التي وضعتها الأمم المتحدة ودخلت حيّز التطبيق عام 1970.
وفشلت مراجعة للمعاهدة تمّت العام الماضي، في تبني أي إعلان مشترك، ونددت الولايات المتحدة بـ"العرقلة الخبيثة" للخطوة من قبل روسيا، ولفت المقال إلى أن "التقدّم كان بطيئاً بشكل مخيّب للآمال".
ويوم الأحد يوافق الذكرى الـ68 لاستخدام الأسلحة النووية أول مرّة ضد مدنيين عندما قصفت الولايات المتحدة مدينة هيروشيما اليابانية بالقنبلة الذرية في السادس من أغسطس/آب عام 1945.