جددت مجموعة دنماركية معادية للإسلام، الخميس 3 أغسطس/آب 2023، حرق نسخ من المصحف الشريف أمام سفارات عدد من الدول الإسلامية في العاصمة كوبنهاغن، تحت حراسة الشرطة، فيما أقدمت امرأة منحدرة من أصول إيرانية على حرق نسخة أخرى بالعاصمة السويدية ستوكهولم.
إذ أقدم أعضاء المجموعة القومية المتطرفة التي تسمي نفسها "Danske Patrioter" (الوطنيين الدنماركيين)، على حرق نسخ من المصحف أمام سفارات تركيا والعراق ومصر والسعودية وإيران في كوبنهاغن.
ورفع أعضاء المجموعة لافتات معادية للإسلام ورددوا شعارات مسيئة إليه، وبثوا مشاهد حرق المصاحف على حساباتها بمنصات التواصل الاجتماعي.
وأعلنت المجموعة عبر منشور على حسابها، أنها ستنفذ الاعتداءات على القرآن الكريم في جميع أنحاء الدنمارك.
اعتداء على القرآن بالسويد
كما أقدمت امرأة منحدرة من أصول إيرانية، في وقت سابقٍ الخميس، على حرق نسخة من المصحف الشريف بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وذلك تحت حراسة الشرطة.
إذ نفذت بيرامي (47 عاماً)، الاعتداء على المصحف وحرقه، على شاطئ Angbybadet بمنطقة بروما في ستوكهولم.
"استفزاز فردي"
من جهتها، اعتبرت مفوضية الاتحاد الأوروبي أن الاعتداءات التي تستهدف القرآن الكريم في السويد والدنمارك "استفزاز فردي".
جاء ذلك على لسان متحدثة المفوضية نبيلة مصرالي، خلال مؤتمر صحفي عقدته في بروكسل، الخميس.
ورداً على سؤال عما إذا كان لدى الاتحاد الأوروبي خطة لإدخال تشريعات تمنع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة من قبل الدول الأعضاء، قالت مصرالي: "هذه التصرفات الطائشة من قبل أفراد مستفزين، تفيد فقط أولئك الذين يريدون تقسيمنا وتقسيم مجتمعاتنا".
وأضافت: "كان الاتحاد الأوروبي دائماً واضحاً في أن مظاهر العنصرية وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، لا مكان لها في أوروبا".
وتابعت: "كما قلنا سابقاً، فإن مثل هذه التصرفات لا تتوافق مع القيم التي يقوم عليها الاتحاد الأوروبي، وهذا يشمل احترام المجتمعات الدينية".
وأردفت: "يولي الاتحاد الأوروبي أهمية كبيرة لتعزيز حرية الدين أو المعتقد، ومحاربة الكراهية والتعصب ضد المسلمين، ويدعو بانتظام، الدول إلى مكافحة التعصب والعنف والتمييز ضد المسلمين".
وتكررت مؤخراً في السويد والدنمارك حوادث الإساءة إلى المصحف من قبل يمينيين متطرفين أمام سفارات دول إسلامية، ما أثار ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة رسمياً وشعبياً، بخلاف استدعاءات رسمية لدبلوماسيي الدولتين في أكثر من دولة عربية.
ويأتي الاعتداء الأخير في السويد بعد يومين من تصريحات حكومة السويد، التي قالت فيها إن وقائع حرق المصاحف في الآونة الأخيرة زادت من التهديدات التي تحدق بالبلاد، مشيرة إلى أن السلطات عززت الضوابط على الحدود، بما يمنح الشرطة سلطة أوسع لاعتراض طريق أفراد وتفتيشهم.
ويمنح قانون جديد، دخل حيز التنفيذ مع بداية أغسطس/آب الحالي، الشرطة سلطات واسعة لإجراء عمليات تفتيش عند حدود البلاد وما حولها، تشمل التفتيش الجسدي وتعزيز المراقبة الإلكترونية.
بدوره، قال وزير العدل السويدي جونار سترومر في مؤتمر صحفي: "الضوابط على الحدود إجراء يتيح لنا تحديد هوية القادمين إلى السويد الذين قد يمثلون تهديداً للأمن".
الوضع "خطير ومعقد"
في سياق متصل، أكد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسن، الثلاثاء، أن حكومة البلاد تبحث إجراء تغييرات قد تسمح للشرطة بوقف حرق المصاحف علناً إن شكّل ذلك تهديداً للأمن القومي.
ووصف كريسترسن الوضع بأنه "خطير ومعقد" و"يستغله من يتطلع إلى إلحاق الأذى بالسويد"، وضمن ذلك روسيا، التي من المحتمل أنها تستغل الوضع لصالحها.
وفي 26 يوليو/تموز الماضي، تبنت الأمم المتحدة قراراً بتوافق الآراء، صاغه المغرب، يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة، باعتبارها انتهاكاً للقانون الدولي.