دعا عدد من الناشطين الأتراك إلى مواجهة خطاب العنصرية والكراهية الذي انتشر مؤخراً في بلادهم، وذلك عقب حادثة اعتداء مجموعة من المواطنين على شاب يمني في إسطنبول، حيث خرج العديد منهم ليستنكر الواقعة، معربين عن دعمهم للشاب اليمني الذي تعرض للاعتداء.
ويأتي هذا بعدما انتشر مساء الإثنين 31 يوليو/تموز 2023، مقطع فيديو على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر اعتداء أتراك على فتى يمني يبلغ من العمر 15 عاماً داخل مجمع "كريستال شهير" في مدينة اسنيورت.
وبدأ الخلاف بين فتى يمني وآخر تركي، وتطور الخلاف إلى تدخل والد الطفل التركي ومعه عشرات آخرون، تظهر لقطات تعرض الفتى التركي إلى الركل والضرب من قِبل مجموعة من الرجال الأتراك.
تعاطف مع الشاب اليمني
وأثار الفيديو تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب ناشطون أتراك عن دعمهم للفتى اليمني مستنكرين الحادثة "العنصرية" التي تعرض لها.
وظهرت الناشطة التركية لينا في مقطع فيديو لدعم الفتى اليمني؛ إذ قالت: "قبل قليل شاهدت الاعتداء الوحشي على فتى يمني في إسطنبول، وخجلت من أنني تركية، لم أستطع أن أكمل المقطع بسبب حزني وخجلي من حدوث ذلك في بلدي"، وأضافت أن "هذا كله نتيجة التحريض الإعلامي الفاشي وحملات العنصرية لبعض المغفلين السياسيين قبل وبعد الانتخابات" وتابعت: "لا تحكموا على الأتراك من خلال هذه الفيديوهات، الأتراك يحبون العرب ويستنكرون هذه الفيديوهات.. سامحونا".
وبدوره كتب الصحفي التركي إبراهيم كراغول، في تغريدة على تويتر: "إن الشر الذي يطلقه أوميت أوزداغ على هذا البلد يتجاوز الحدود. لقد وجهت الكراهية والعنصرية التي نشرها أوزداغ ضربة قاسية "للجينات القديمة" لشعب الأناضول"، في إشارة منه إلى الأتراك الأصليين. وأضاف: "يجب الإقرار أنه المحرض على جرائم العنصرية وتحميله المسؤولية عنها جميعاً".
بدوره كتب الناشط إسماعيل ياشا في تغريدة على تويتر مطالباً بإلقاء أقصى العقوبات على الجناة: "لا جدوى من إلقاء الخطب الأخوية في الصباح والمساء إذا لم يتم التعامل مع من يهاجم الطفل اليمني كمن ضرب أو هاجم طفلاً إنجليزياً أو أمريكياً".
أما الصحفية إسراء فقد علّقت على الحادث وقالت عبر حسابها في موقع تويتر: "لا أرى سوى انعدام الضمير لأولئك الذين يعادون الأجانب، أن تكون إنساناً هو الولاء لخطبة الوداع!! مستمرون في مواجهة العنصريين بأي ثمن".
وكتب الشاب التركي الذي يسمي نفسه على تويتر "ليلت": "إن المجتمع الذي يُهاجَم فيه ظلماً أب يمني بين 25 و30 شخصاً هو مجتمع فاسد.. إذا رأيت شخصياً أي لاجئ يتعرض للاضطهاد في الشارع، فسأتدخل على الفور.. تركيا مثل ما هي لي ولك هي أيضاً للسوريين ولليمنيين".
تحركات رسمية بعد الحادثة
وزار ممثلون عن والي مدينة إسطنبول داوود أوغلو، وممثلون عن دائرة الهجرة، أعضاء بالجالية اليمنية، الثلاثاء 1 أغسطس/آب 2023، على خلفية اعتداء تعرض له فتى يمني على يد أتراك داخل مجمع سكني في مدينة إسطنبول، ما تسبب في نقل الطفل إلى المستشفى، فيما زار السفير اليمني مبنى المجمع وأكد متابعة القضية مع الجانب التركي.
مصادر خاصة لـ"عربي بوست" أكدت، الثلاثاء 1 أغسطس/آب 2023، زيارة الممثلين عن الوالي للجالية اليمنية، وقالت إنهم "أكدوا أنهم سيقومون بما يلزم حيال هذه القضية"، وأضافوا أن "تركيا بلد نظام وقانون ونحن نتابع القضية بكل تفاصيلها وسنقوم بما يلزم".
السفير اليمني محمد طريق بدوره توجه على إثر الحادثة إلى مبنى مجمع "كريستال شهير" في إسنيورت، وقال بعد لقائه يمنيين إنهم لا يرضون بأي أخطاء تصدر من يمنيين مخالفة للقانون، كما أنهم لا يرضون بتعرض اليمنيين للإساءة في تركيا.