قلَّل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من شأن غيابه عن قمة "بريكس" الاقتصادية، المقرر عقدها في مدينة "جوهانسبرغ" في جنوب إفريقيا، الشهر المقبل، وذلك بسبب وجود مذكرة توقيف بحقه صادرة من محكمة الجنايات الدولية، وقال بوتين إنه لا يظن أن وجوده هناك "أهم" من وجوده في روسيا الآن.
تصريحات بوتين جاءت بعد أكثر من أسبوع من إعلان سلطات جنوب إفريقيا أنه لن يحضر قمة بريكس، التي تُعقد في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس/آب 2023، بسبب مذكرة التوقيف، رغم أنه قد دُعي لحضورها بنفسه في البداية.
الكرملين قال إن الرئيس الروسي سيشارك عبر الفيديو في القمة، التي تجمع مجموعة من كبرى الأسواق الناشئة في العالم، لكنه لم يقدم سبباً للقرار، ولم يذكر ما إذا كان بوتين قد نوى الحضور بنفسه في وقتٍ ما أم لا، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، الأحد 30 يوليو/تموز 2023.
بوتين وفي رده على سؤال حول غيابه عن قمة بريكس، قال إنه "على تواصل مع جميع زملائه"، من زعماء البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، وهم رؤساء الدول التي يتألف منها تكتل "بريكس"، وأضاف أنه "لا يظن أن وجوده في القمة أهمُّ من وجوده هنا، في روسيا، الآن"، بحسب تعبيره.
أضاف بوتين "أن هذا كلّ ما في الأمر"، موضحاً في الوقت ذاته أنه سيشارك في القمة عبر الفيديو، وأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيسافر لحضورها.
كان مكتب الرئاسة الجنوب إفريقي، قد قال الأربعاء 19 يوليو/تموز 2023، إن بوتين "لن يحضر قمة بريكس، وذلك بناء على أمر متفق عليه بين الطرفين"، ليضع بذلك حداً للجدل الذي رافق إمكانية اعتقال بوتين في حال حضر القمة.
والمذكرة الموجهة ضد بوتين تتهمه بارتكاب جريمة حرب، تتمثل في ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا قسراً، ولكون جنوب إفريقيا عضواً في المحكمة فإنها مُلزمة باعتقاله إذا ما حضر قمة "بريكس"، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
رغم أن جنوب إفريقيا أومأت صراحةً بأنها لن تعتقل الرئيس الروسي إذا حضر قمة بريكس، فإنها كانت تضغط سراً في الوقت نفسه حتى لا يأتي، ولكي تتجنب الوقوع في مشكلة.
كذلك وعلى الرغم من أن موسكو رفضت الإقرار بمذكرة التوقيف، فإن بوتين لم يسافر إلى دولة موقعة على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية منذ توجيه لائحة الاتهام إليه، ونقلت الصحيفة البريطانية عن محللين قولهم إن الجدل العام بشأن حضور الزعيم الروسي للقمة في جنوب إفريقيا، أو غيابه عنها، كان في حد ذاته أمراً غير مستحسن لدى الكرملين.
كانت موسكو قد وصفت تكتل بريكس بأنه تحالف بديل عن تحالفات الهيمنة الغربية على العالم، ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، في فبراير/شباط 2022، سعت روسيا الى تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الإفريقية، على حساب نفوذ دول أخرى مثل فرنسا في بعض بلدانها، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي إشارة إلى اهتمام موسكو المتزايد بإفريقيا، زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القارة مرتين منذ مطلع العام، ساعياً للتقريب بين الجانبين في مواجهة "الإمبريالية" الغربية، كما تقول موسكو.