غضب متزايد من الانقلاب بالنيجر.. أوروبا تعلّق دعمها المالي، ومجلس الأمن الإفريقي يدعو العسكريين للانسحاب

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/29 الساعة 10:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/29 الساعة 10:13 بتوقيت غرينتش
العسكريون خلال إعلانهم الإطاحة برئيس النيجر/ رويترز

أوقف الاتحاد الأوروبي السبت، 29 يوليو/تموز 2023، جميع أشكال التعاون الأمني مع النيجر "بصورة فورية" عقب الانقلاب الذي نفذه قادة عسكريون ضد رئيس البلاد محمد بازوم، إذ أكدت دول الاتحاد أنها لن تعترف بالقادة العسكريين الذين نصبوا أنفسهم في النيجر، وبالتزامن ندد مجلس السلم والأمن الإفريقي، بـ"الانقلاب في النيجر"، مطالباً القادة العسكريين بالعودة إلى ثكناتهم خلال مدة 15 يوماً.

مجلس الأمن والسلم الإفريقي، عبر في بيان له، عن "قلقه العميق من العودة المقلقة للانقلابات العسكرية التي تقوّض الديمقراطية والأمن والسلام والاستقرار في القارة"، مشدداً على "عدم تسامحه مطلقا مع التغييرات غير الدستورية للحكومات في القارة الإفريقية".

مجلس الأمن الإفريقي يعلق!

وطالب المجلس، "العسكريين في النيجر بالعودة الفورية وغير المشروطة إلى ثكناتهم وإعادة السلطة الشرعية في مدة أقصاها 15 يوماً من تاريخ تبني بيان المجلس"، مشدداً على ضرورة إطلاق سراح الرئيس بازوم بشكل فوري وغير مشروط وغيره من المحتجزين السياسيين، واحترام حقوقهم.

كما توعد البيان، باتخاذ مجلس الأمن والسلم الإفريقي، كل الإجراءات الضرورية بما في ذلك الإجراءات العقابية ضد مرتكبي الانتهاكات.

فيما أعلنت دول الاتحاد وقف دعم الميزانية للنيجر بعد الانقلاب العسكري ذلك  بعد أن أعلن عسكريون، يطلقون على أنفسهم اسم "المجلس الوطني لحماية الوطن"، الأربعاء، 26 يوليو/تموز 2023، الإطاحة بنظام رئيس النيجر بازوم وتعليق العمل بالدستور "بسبب تدهور الأوضاع في البلاد"، وفقاً لبيان تلاه أحدهم عبر التلفزيون الرسمي بالعاصمة نيامي.

بدورها، أعلنت القيادة العسكرية في النيجر، يوم الخميس الماضي، عن دعمها للانقلاب الذي حرض عليه جنود من الحرس الرئاسي، قائلة إن "أولويتها تجنب الفوضى في البلاد"، بحسب تعبيرها. 

النيجر انقلاب النيجر
رئيس النيجر محمد بازوم / رويترز

واشنطن تدعو للإفراج عن رئيس النيجر

وفي وقت سابق دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، السبت، 29 يوليو/تموز 2023، إلى الإفراج الفوري عن رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم، واستعادة النظام الديمقراطي في البلاد، فيما أدان مجلس الأمن الدولي الانقلاب على الرئيس، ودعا إلى الإفراج عنه، واعتبر انقلاب الجيش سبباً في  تقويض جهود تعزيز مؤسسات الحكم بالبلاد. 

موقع "سي إن إن" الأمريكي، ذكر اليوم، السبت، نقلاً عن وزارة الخارجية الأمريكية، قولها إن بلينكن أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس المخلوع بازوم، وأضافت الوزارة، في بيان، أن بلينكن أكد لبازوم على "دعم الولايات المتحدة الثابت، وشدد على أهمية استمراره في الحكم".

أمريكا انقلاب النيجر
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن – رويترز

لفتت الخارجية الأمريكية أيضاً إلى أن بلينكن أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس النيجر الأسبق محمدو يوسفو، وقالت إن بلينكن أعرب عن "قلقه البالغ" للرئيس السابق من أن "الرئيس المنتخب ديمقراطياً لا يزال رهن الاعتقال، وأن المفاوضات لضمان النظام الدستوري في النيجر وصلت إلى طريق مسدود".

كذلك أعرب بلينكن عن "أسفه لأن أولئك الذين احتجزوا بازوم كانوا يهددون سنوات من التعاون الناجح، ومئات الملايين من الدولارات من المساعدات التي تدعم الشعب النيجيري"، وفقاً لما أوردته "سي إن إن". 

إدانة دولية للانقلاب بالنيجر

في سياق متصل، أدان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، 28 يوليو/تموز 2023، الانقلاب العسكري في النيجر، ودعا أعضاء المجلس إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرئيس بازوم، وأكدوا ضرورة حمايته هو وعائلته وأفراد حكومته، وفقاً لبيان صحفي.

أعضاء المجلس أعربوا عن قلقهم إزاء التأثير السلبي للتغييرات غير الدستورية للحكومات في المنطقة، وزيادة الأنشطة الإرهابية والوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور، كما أعربوا عن أسفهم للتطورات في النيجر، والتي تقوض جهود تعزيز مؤسسات الحكم والسلام في البلاد.

أكد أعضاء المجلس أيضاً دعمهم لجهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وشددوا على أهمية استعادة النظام الدستوري في النيجر، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. 

من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة، عن مواصلة عملياتها الإنسانية في النيجر، رغم تعليق المساعدات جواً في أعقاب الانقلاب. 

كان أحد المتحدثين باسم الأمم المتحدة قد قال يوم الخميس الماضي إن العمليات الإنسانية "علقت" في النيجر بسبب الانقلاب العسكري، لكنّ نيكول كواسي، المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في النيجر، شددت، أمس الجمعة، على أن عمليات الإغاثة والتنمية وحفظ السلام التي تقودها الأمم المتحدة "مستمرة".

تحميل المزيد