دعا وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن روسيا السبت 29 يوليو/تموز 2023 إلى الالتزام بالقوانين التي تحمي المجالات الجوية للدول ووقف "السلوك غير المسؤول"، وذلك عند سؤاله عن الهجمات الروسية على طائرة أمريكية مُسيرة في سوريا، وبالتزامن اتهمت موسكو واشنطن بالقيام باستفزاز طائرة عسكرية روسية طراز سو-34 في سماء سوريا.
وقال الجيش الأمريكي إن طائرة مسيرة من طراز إم.كيو-9 تعرضت لأضرار "بالغة" عندما أصيبت بمقذوف ناري من طائرة مقاتلة روسية في أثناء تحليقها فوق سوريا الأسبوع الماضي، في أحدث مواجهة قريبة المدى بين الطائرات العسكرية الروسية والأمريكية في المنطقة.
وأوستن موجود الآن برفقة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في أستراليا لحضور الحوار الوزاري الأسترالي-الأمريكي السنوي.
وأكد المسؤول العسكري الأمريكي: "سنواظب على التواصل عبر القنوات القائمة للتعبير عن مخاوفنا وسنواصل إشراك القيادة العليا كلما اقتضى الأمر. ولكن مرة أخرى سنواصل العمل كما عملنا دائماً في المجالات الجوية، وسنحمي مصالحنا ومواردنا".
اتهامات روسيا لأمريكا!
من جانبها، نقلت وكالة تاس للأنباء عن الأدميرال أوليغ غورينوف، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، قوله إن طائرة مُسيرة تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا اقتربت بما ينذر بالخطر من طائرة عسكرية روسية طراز سو-34 صباح أمس الجمعة.
وأضاف غورينوف أن الحادث الذي شاركت فيه طائرة مسيرة من طراز "إم. كيو-9" وقع فوق محافظة الرقة. وأضاف: "اتخذ الطياران الروسيان، اللذان أظهرا مهنية عالية، على الفور الإجراءات اللازمة لمنع الاصطدام بطائرة مسيرة تابعة للتحالف".
توترات بين روسيا وأمريكا بسماء سوريا!
يأتي هذا في وقت باتت فيه سوريا ساحة مشحونة بتوترات المنافسة العسكرية بين أمريكا وروسيا، بسبب الهجمات المتكررة التي شنتها روسيا خلال الفترة الأخيرة على المسيّرات الأمريكية؛ ما يُنذر بخطر اشتعال المواجهة بين واشنطن وموسكو فوق الأراضي السورية، وفق ما ذكرته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.
حيث قال مسؤولون أمريكيون إن يوم الأربعاء، 26 يوليو/تموز، شهد حادثة أخرى تُنذر بخطر اشتعال المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا، بعد أن ألقت مقاتلة روسية قنابل إنارة أصابت جناح مسيَّرة أمريكية من طراز "إم كيو 9 ريبر" أثناء تحليقها شمال غرب سوريا.
جاء ذلك في أعقاب حادثة أخرى وقعت يوم الأحد، 23 يوليو/تموز، وتضررت فيها كذلك مسيَّرة أمريكية من طراز "إم كيو 9″، ولذلك يرى مسؤولون أمريكيون أن ما يحدث هو
مساعٍ روسية منسقة للضغط على الجيش الأمريكي من أجل الانسحاب من سوريا. مع العلم أن كلتا المسيرتين الأمريكيتين قد تمكنت من العودة إلى القاعدة.
لم تقتصر مضايقات الطيارين الروس للطائرات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة على المسيَّرات، فقد كشف بيان صادر عن الجنرال أليكسوس غرينكويتش، أعلى قائد لسلاح الجو الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، أن مقاتلة روسية تحرشت بطائرة توربينية أمريكية، في 16 يوليو/تموز، بإجراء مناورة بالقرب منها، ما أدى إلى تعريض الطاقم الأمريكي للخطر حين اضطر إلى التحليق عبر بقايا الدخان النفاث للطائرة الروسية.
في أعقاب حادثة يوم الأحد، 23 يوليو/تموز، اعترضت البنتاغون علناً على المضايقات الروسية للمسيَّرة الأمريكية، ووصفت الأمر بالسلوك غير المهني، ونشرت مقطع فيديو للمواجهة المشحونة بين الجانبين.
جاءت حادثة يوم الأربعاء، 26 يوليو/تموز، لتحبط آمال الأمريكيين في تراجع الروس، بعد أن سلطت الولايات المتحدة الضوء على المناورة الروسية التي تضررت فيها مروحة المسيَّرة الأمريكية، يوم الأحد 23 يوليو/تموز.
علاوة على ذلك، فإن الجانب الروسي لم يصدر عنه أي بوادر ندم على ما ارتكبه مقاتلون روس في واقعة مماثلة، حدثت في مارس/آذار، حين هاجموا مسيَّرة أمريكية من طراز "إم كيو 9" فوق البحر الأسود، وأتلفوا مروحتها الدافعة، فاضطرت الولايات المتحدة إلى تحطيمها في المياه.