كتبت المغنية الأيرلندية شينيد أوكونور، التي تُوفِيَت الأربعاء 26 يوليو/تموز 2023 عن عمر يناهز 56 عاماً، رسالة إلى إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف الآن، تدينه فيه هو وجماعته لتهديدهم بقتلها، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
ووقع الحادث بعد أسابيع من إلغاء أوكونور حفلاً موسيقياً كان مخططاً له في مدينة القدس المحتلة في يونيو/حزيران 1997، نظمته نساء فلسطينيات وإسرائيليات للترويج لفكرة اتخاذ المدينة عاصمةً مشتركةً. وأعلنت الجماعة اليهودية المتعصبة "الجبهة الأيديولوجية" مسؤوليتها عن التهديدات بالقتل.
فيما كانت المغنية الأيرلندية من أشهر الأسماء في الموسيقى بعدما تصدّرت نسختها من أغنية "Nothing Compares 2 U – لا شيء يُقارَن بك" للمغنى برنس، قوائم المبيعات في أنحاء العالم في عام 1990. واعتنقت الإسلام في عام 2018 وغيرت اسمها إلى شهداء صدقات.
تهديدات بن غفير للمغنية المسلمة
وظهر بن غفير، الذي كان وقتها عضواً قيادياً في الجبهة الأيديولوجية، على الإذاعة الإسرائيلية بعد إلغاء الحفل. وقالت أوكونور في رسالة مفتوحة إنه "شعر بالشماتة بشأن نجاحه في منع ظهوري".
وأضافت: "لدي بعض الأشياء لأقولها رداً على التهديد الأخير لجماعتكم على حياتي… لطالما شعرت بحب شغوف للشعب اليهودي، وبالأسى لما عانوه على مر القرون".
وسألت بن غفير: "كيف يمكن أن يكون هناك سلام في أي مكان على الأرض إذا لم يكن هناك سلام في القدس؟" على حد قولها، وانتهت رسالتها بتحذير بن غفير: "الله لا يكافئ أولئك الذين يجلبون الرعب إلى أطفال العالم. لذا لم أنت لم تنجح في أي شيء إلا في إفشال روحك".
وأثارت دعوة أوكونور للظهور في مهرجان "مشاركة القدس: عاصمتان لدولتين"، الذي أيدته السفارة البريطانية، غضب الإسرائيليين اليمينيين الذين أرادوا تعزيز الاحتلال الإسرائيلي على الأحياء الشرقية في القدس، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
ووصف إيهود أولمرت، رئيس بلدية القدس في ذلك الوقت، المهرجان بأنه "استفزاز ودعاية مناهضة لإسرائيل". وحذر أولمرت، الذي صار فيما بعد رئيساً للوزراء، مؤخراً من أنَّ إسرائيل تنزلق إلى حرب أهلية بسبب الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل التي يدفع بها بن غفير وشركاؤه من اليمين المتطرف في الائتلاف.
وبمرور الوقت، صار بن غفير واحداً من أكثر السياسيين شهرة وإثارة للجدل في إسرائيل. وهو يرأس حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف ويمارس الآن سيطرة كبيرة بصفته وزيراً يشرف على الشرطة وقوات الأمن الأخرى في حكومة بنيامين نتنياهو.
مؤيدة للقضية الفلسطينية
حتى قبل حادثة 1997، كانت شينيد أوكونور داعمة للقضية الفلسطينية وعُرِف عنها اعتيادها على رفع العلم الفلسطيني في حفلاتها الموسيقية وقالت أوكونور إنها اتُهِمَت سابقاً بأنها من مؤيدي السلطات الإسرائيلية، لكنها أوضحت: "لا شيء أبعد عن الحقيقة من هذا الاتهام".
وأخبرت مجلة Hot Press الأيرلندية: "دعنا نقل فقط إنه على المستوى الإنساني، أي شخص لديه عقل، بما في ذلك أنا، لن يحمل إلا التعاطف مع المحنة الفلسطينية. ولا يوجد شخص عاقل على وجه الأرض يؤيد بأي شكل من الأشكال الجحيم الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية".