أعلن الجنرال النيجري عبد الرحمن تشياني، الجمعة 28 يوليو/تموز 2023، في أول ظهور له على التلفزيون الرسمي في النيجر بعد الانقلاب، أنه أصبح رئيساً لمجلس انتقالي بعد الاستيلاء على السلطة والإطاحة بالرئيس محمد بازوم.
الجنرال عبد الرحمن تشياني قال في تصريحاته إن الجنود استولوا على السلطة في النيجر بسبب تدهور الوضع الأمني، وأضاف ثياني أن القادة العسكريين يعملون على تحقيق وحدة البلاد.
يشار إلى أن المعلومات شحيحة بشأن تشياني الذي ينحدرُ من منطقة "تيلابيري"، وهي منطقة تقع جنوب غربي النيجر، على الحدود مع دولتي مالي وبوركينا فاسو، وتولى قيادة الحرس الرئاسي منذ عام 2015، كما أنه هو أحد المقربين من الرئيس السابق محمدو يوسفو، وتمكن من إفشال محاولات الانقلاب التي جرت في عامي 2015 و2021، حسب ما أفاد به موقع Jeune Afrique الفرنسي.
كما وصفه الموقع الفرنسي بالجنرال "المثير للجدل"، حيث تمت ترقيته تحت رئاسة محمدو يوسفو، وكان الحرس الرئاسي "مدللاً بشكل خاص"، للحماية من أي محاولة انقلابية في بلد شهد بالفعل أربع محاولات منذ استقلاله عام 1960.
يأتي هذا بعد أن احتجزت صباح الأربعاء 26 يوليو/تموز، عناصر تابعة للحرس الوطني في القصر الرئاسي الرئيس محمد بازوم، ووزير داخليته حمادو أدامو سولي، قبل أن تعلن في مساء اليوم ذاته "عزله من السلطة".
موقف الجيش لم يتأخر كثيراً، حيث أعلن ولاءه لقوات الدفاع والأمن التي أطاحت بالرئيس محمد بازوم؛ وذلك "تفادياً للاقتتال داخل صفوف القوات المسلحة"، بحسب بيان وقّعه رئيس الأركان، الخميس.
تلا الكولونيل أمادو عبد الرحمن، الذي ظهر جالساً وحوله تسعة ضباط آخرين يرتدون الزي العسكري، بياناً جاء فيه أن القوات العسكرية والأمنية قررت "وضع نهاية للنظام الذي تعرفونه بسبب الوضع الأمني المتدهور وسوء الإدارة".
كما أعلن إغلاق الحدود وفرض حظر تجوال في أنحاء البلاد، مع تعليق عمل كافة مؤسسات الجمهورية، وحذّر الجنود من أي تدخل أجنبي.
وبازوم سياسي نيجري، ذو أصول عربية ليبية تُعد من الأقليات في البلاد، وُلد في الأول من يناير/كانون الثاني 1960، وشغل العديد من المناصب العليا في حكومة الرئيس السابق محمدو إيسوفو، فكان وزيراً للخارجية والداخلية والشؤون الدولية. وتولى رئاسة النيجر عام 2021 من خلال الانتخابات، ليكون أول رئيس يصل للسلطة من دون انقلاب عسكري، ويصبح أول رئيس عربي يرأس بلاده.
فيما تُعد النيجر من أكثر دول العالم التي شهدت انقلابات في تاريخها المعاصر، إذ سجلت 4 انقلابات منذ استقلالها عن فرنسا في العام 1960، فضلاً عن العديد من محاولات الانقلاب الفاشلة. وكان آخر انقلاب في الدولة الإفريقية قد حدث في فبراير/شباط 2010، وأطاح بالرئيس مامادو تانجا.