تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء 25 يوليو/تموز 2023، قراراً يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة، واعتبارها "انتهاكاً للقانون الدولي"، حيث اعتمدت الجمعية العامة المكونة من 193 عضواً القرار، الذي صاغه المغرب بتوافق الآراء.
جاء القرار الأممي في أعقاب عمليات حرق وتدنيس العديد من المصاحف في عدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك حرق نسخ من المصحف في السويد والدنمارك، في حوادث أثارت غضباً دولياً.
وجاء في نص القرار أن أعضاء الجمعية العامة "يستنكرون بأشد العبارات، جميع أعمال العنف ضد الأشخاص على أساس دينهم أو معتقدهم، وكذلك أي أعمال من هذا القبيل موجهة ضد رموزهم الدينية أو كتبهم المقدسة أو منازلهم أو أعمالهم التجارية أو ممتلكاتهم أو مدارسهم أو مراكزهم الثقافية أو أماكن العبادة".
"أعمال الكراهية الدينية"
في السياق، طالب القرار بإدانة الهجمات التي تستهدف القرآن ووصفها بـ"أعمال الكراهية الدينية".
وفي 12 يوليو/تموز الجاري، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (مقره جنيف) الانتهاكات التي طالت القرآن الكريم في نهاية يونيو/حزيران الماضي بالسويد، رغم تصويت الدول الغربية ضد القرار المقترح من المجلس في هذا الشأن.
وكان القرار يدعو إلى إدانة الهجمات التي تستهدف القرآن، ووصفها بأنها "أعمال كراهية دينية".
حوادث متكررة في أوروبا
وفي الأسابيع القليلة الماضية تزايدت حوادث الاعتداء على المصحف الشريف في السويد والدنمارك، مما أثار غضب المسلمين وتسبب بردود فعل عربية ودولية.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أضرم متطرفون النار في نسخ من المصحف الشريف أمام السفارتين المصرية والتركية في كوبنهاغن، فيما قالت الدنمارك والسويد إنهما تستنكران حرق المصحف، لكن لا يمكنهما منع هذا الفعل بموجب قواعد تحمي "حرية التعبير".
بينما تأتي الإساءة الجديد للمصحف الثلاثاء في كوبنهاغن، التي نظمتها جماعة تسمى "دنماركيون وطنيون"، عقب إحراق الجماعة نسخاً من المصحف الإثنين 24 يوليو/تموز والأسبوع الماضي أمام السفارة العراقية في الدنمارك أيضاً.
وتظاهر الآلاف من العراقيين الأسبوع المنصرم، بدعوة من الأحزاب المشاركة في الحكومة، وفصائل مسلحة، وذلك احتجاجاً على حرق المصاحف أو تمزيقها خلال تجمعات مناهضة للإسلام في السويد والدنمارك.
ردود فعل إسلامية
والأحد 23 يوليو/تموز، أدانت رابطة العالم الإسلامي جريمة حرق نسخة من القرآن ارتكبها متطرفون في العاصمة كوبنهاغن، وقالت الرابطة، في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، إنها "تدين بأشد العبارات جريمة حرق نسخة من المصحف الشريف، في تكرار مشين واستفزازي لمشاعر المسلمين".
وندَّد البيان بـ"الممارسات العبثية النكراء، والتي تخالف كل الأعراف والمبادئ الدينية والإنسانية، وتتصادم مع قيم المجتمع الدولي".
كذلك ندَّدت دول عربية وإسلامية بحرق نسخة من المصحف بكوبنهاغن، وسط مطالبات بالامتثال للالتزامات بموجب القانون الدولي تجاه احترام الأديان.
يُذكر أنه في 28 يونيو/حزيران الماضي، مزّق سلوان موميكا، وهو عراقي مقيم في السويد، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي بالعاصمة السويدية، تزامناً مع أول أيام عيد الأضحى المبارك.
ومنحت الشرطة السويدية موميكا تصريحاً بتنظيم تجمع رضوخاً لقرار قضائي، وهو ما قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي، وأعاد الأمر نفسه يوم 20 يوليو/تموز الحالي.
رداً على ذلك دعا مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، السبت 22 يوليو/تموز 2023، الدول الإسلامية إلى قطع علاقاتها مع السويد، وقال إن قطع العلاقات مع ستوكهوهم هو واجب ديني.